حوار كيميائي : القدس ليست وجهة نظر... بل هي الوجهة والنظر
ليست القدس مجرَّد وجهة نظر، بل هي الوجهة وهي كل النظر، وخاب مَنْ يعتقد أن القدس مجرَّد قضية تتعلق بمدينة مُحتلة يمكن للمؤتمرات والتسويات أن تحلها، فالقدس والمسجد الأقصى هما بالنسبة للأمتين الإسلامية والعربية تاريخ وعقيدة، قرآن وسيرة نبوية، لذلك كل مَنْ راهن ويراهن على أن الكيان الصهيوني يستطيع أن يبتلع القدس خاب رجاؤه، والأحداث الجارية اليوم في فلسطين تثبت ذلك، فما إن اقترب الكيان الصهيوني من حي الشيخ جراح ومن المسجد الأقصى في مشروعه المشؤوم تهويد القدس حتى انتفضت فلسطين بكاملها، في الضفة وغزة والمدن العربية داخل الكيان الصهيوني، وهو ما شكَّل له كابوساً حقيقياً، أصبح يحاول بكل قوته وبعلاقاته الدولية الخروج منه، مدركاً أن ما يرسمه سياسيوه من مكائد ومخططات عصيّ على التطبيق أمام هذه الإرادة التي لا تلين.الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي، وحتى قبل صدور الدستور الكويتي، أصدرت المرسوم الأميري بتاريخ ٢٦ مايو ١٩٥٧ الذي يجرّم أي تعامل مع الكيان الصهيوني، وينص على المقاطعة الشاملة لهذا الكيان الغاصب، في عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم، واستمر موقف الكويت ثابتاً منذ ذلك التاريخ إلى الآن، وسيبقى ثابتاً بإذن الله.لقد بذل الصهاينة، ومعهم المتصهينون، جهوداً كثيرة لتغيير المفاهيم وتقريب المسافات بين الشعوب العربية وبين الكيان الصهيوني، تارة باسم المسجد الأقصى وزيارته، وتارة بالدعوة للسماح لطائرات الكيان المدنية بعبور الأجواء العربية، وتارة بدعوى السياحة، وأخيراً بضرورة التطبيع مع هذا الكيان، وكل هذه الجهود سقطت خلال ساعتين فقط منذ بدأت حرب الكيان الصهيوني ضد غزة ورد فعل المقاومة الفلسطينية في غزة على هذا العدوان، ووصول صواريخهم إلى العمق الصهيوني، ساعتان من الحقيقة أسقطت أعواماً من دعوات المزيفين.
لذلك نقول، ونحن على ثقة، إن مشروع التهويد لن يمر، ومشروع مسح ثقافتنا وتغيير المفاهيم لن يمر، والدليل ما يحصل الآن، سواء في فلسطين أو لدى الشعوب العربية، وما رأيته في ساحة الإرادة قبل أيام -حين نفذ الشباب الكويتي اعتصاماً تضامناً مع الشعب الفلسطيني- من تنظيم وحماس شبابي تجاه القدس والأقصى جعلنا مطمئنين إلى أن هذا الجيل ليس فقط يحمل القضية على عاتقه، بل هو أكثر حماساً وأشد إصراراً على التصدي لجميع المشاريع الصهيونية في فلسطين وفي المنطقة العربية.نحن من جيل لم يرَ أي انتصار على الكيان الصهيوني إلا ما سطَّره ويسطّره أبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إنه انتصار يرفع الرأس، رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها من حصار وخذلان، انتصار حقيقي يحققه المقاومون أمام أعيننا بمعادلة غير متوازنة، معادلة النار والإيمان، ورغم التفوق العسكري الصهيوني والفارق الكبير، فإن هذه المعادلة أثبتت نجاحها، فلا شيء يقهر قوة الإيمان وإرادته. ***مادة حفّازة:بالقدس + قد نطق الحجر= أنا لا أريد سوى عمر