«رئاسية إيران»: لائحة المرشحين تعزز فرص فوز الأصوليين

مصير نجاد بيد «صيانة الدستور»... وقاليباف تنازل مقابل منصب نائب الرئيس

نشر في 18-05-2021
آخر تحديث 18-05-2021 | 00:04
البابا فرنسيس مستقبلاً وزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف أمس في الفاتيكان (رويترز)
البابا فرنسيس مستقبلاً وزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف أمس في الفاتيكان (رويترز)
تصب الترجيحات باتجاه انحسار المنافسة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة بين رئيس السلطة القضائية الأصولي إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، الذي يأمل بالحصول على دعم التيار المعتدل، فيما يسود ترقّب لإمكانية حصول الرئيس السابق أحمدي نجاد على تأييد مجلس صيانة الدستور لخوض السباق.
تتجه المنافسة على منصب رئيس الجمهورية في إيران للانحسار بين رئيس السلطة القضائية الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، مع إقفال باب تقديم طلبات الترشح لخوض السباق المقرر في 18 يونيو المقبل.

وبحسب مصدر في التيار الأصولي تحدث لـ «الجريدة» عقب ساعات من انتهاء مهلة تقديم طلبات الترشح، السبت الماضي، فإنّ الشخصيات البارزة في التيار المتشدد والتيار المعتدل انتظرت حتى اللحظات الأخيرة قبل تقديم طلباتها لمعرفة الأسماء التي سيقوم كل طرف بطرحها لخوض المنافسة.

وأشار المصدر إلى أن رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف استمرا بمناقشة مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية حتى اللحظة الأخيرة، قبل قيام الأول بتقديم طلب الترشح، مع كبار قادة التيار الأصولي، وفي النهاية تقرر أن يترشح رئيسي نيابة عن الاتجاه الأصولي، ويتم تسمية قاليباف نائبا له إذا تمكّن من الفوز برئاسة الجمهورية.

جدل وتخوّف

ولفت المصدر إلى أن الجدل في التيار الأصولي كان كبيراً جداً، حيث إن معظم المرشحين أعلنوا أنهم فقط سينسحبون من التسجيل للانتخابات فيما لو ترشّح رئيسي فقط، في حين أن رئيسي نفسه كان متردداً بسبب خشيته من احتمال تسبب فشله في الانتخابات الرئاسية، لأيّ سبب، في إضعاف فرصه في خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي وحتى استمراره في منصبه كرئيس للسلطة القضائية، لكن بعد عجز قاليباف عن كسب إجماع التيار الأصولي انصبت الضغوط على رئيسي من أجل الترشح على أمل توحيد صف التيار.

وأضاف أن جميع المرشحين الأصوليين الذين تقدّموا بطلبت ترشح أكدوا أنهم سينسحبون لمصلحة رئيسي في نهاية الأمر، وبعضهم سيبقى في الانتخابات فقط لمواجهة المرشحين الآخرين نيابة عنه، نظراً إلى أن هناك تخوفا من أن تقوم الاتجاهات المعارضة بشن هجمات تخريبية ضده.

وأوضح أن لاريجاني، الذي دخل مجلس الشورى عدة دورات كممثل للتيار الأصولي، حاول كسب دعم قسم من الأصوليين لترشحه، لكنّ الجميع رفضوا دعمه لأنهم يتشككون في مواقفه الأخيرة التي جعلته أقرب إلى تمثيل تيار الرئيس المعتدل حسن روحاني. وادعى المصدر أن المعلومات التي وردت لكبار قادة التيار الأصولي تفيد بأنّ لاريجاني لم يستطع الحصول على دعم الإصلاحيين أيضا، لكنه يأمل بأن يكرر تجربة روحاني الذي نال دعم الإصلاحيين في المراحل النهائية بعد فشل مرشحهم في كسب دعم الجماهير.

الخميني وظريف

وبيّن المصدر أن الإصلاحيين واجهوا مشكلة كبيرة حتى اللحظة الأخيرة لتحديد مرشحهم ونقل عن أوساط في جبهة الإصلاحيين أنهم لم يتمكنوا من الحصول على موافقة المرشد الأعلى لترشيح حسن الخميني (حفيد المرشد المؤسس) لخوض السباق الرئاسي.

وبحسب المصدر فإن خامنئي نهى حفيد الخميني، دون غيره، عن اتخاذ تلك الخطوة خشية أن تتسبب، في حال خسارته، بكسر هيبة ووقار اسم عائلة الأب الروحي للجمهورية الإسلامية.

وبيّن أن الإصلاحيين شاوروا بعض أعضاء مجلس «صيانة الدستور» وتيقنوا من أن وزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف لن يحظى بتأييد المجلس، الذي يبتّ أهلية المرشحين لخوض السباق، وهو ما حسم عدم ترشحه بعد إعلانه أنه لن يقدم على الخطوة عقب تسريب تصريحاته المثيرة للجدل التي هاجم فيها هيمنة «الحرس الثوري» والقائد الراحل قاسم سليماني على مفاصل السياسة الخارجية للبلاد.

كما أشار إلى أن نائب رئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري وابن الرئيس الأسبق محسن هاشمي قررا الترشح في اللحظات الأخيرة، بعد التأكد من أن ظريف لن يتمكّن من عبور عقبة «صيانة الدستور». وأكد أن التقديرات التي جمعها التيار الأصولي تشير إلى أن مرشحي التيار الإصلاحي ليست لديهم أي فرصة للنجاح، وأنهم يربطون مصيرهم بنجاح مفاوضات فيينا، حول إحياء الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل رفع العقوبات، أو دعم لاريجاني ضد رئيسي طمعاً في الحصول على حصة من الحكومة المقبلة.

مصير نجاد

وذكر المصدر أن معظم أعضاء «صيانة الدستور» يؤكدون أنهم لن يدعموا ترشّح الرئيس الشعبوي السابق أحمدي نجاد للانتخابات الرئاسية، استناداً للكلمة التي ألقاها بعد تقدّمه بطلب الترشح، وهدد فيها المجلس على اعتبار أنه «رفض الانصياع للقانون الحاكم للبلاد».

ولفت إلى أن بعض أنصار نجاد بدأوا حملة ضغط مكثفة على المرشد كي يوعز إلى «صيانة الدستور» بقبول ترشح الرئيس السابق، الذي انقلب على حلفائه المحافظين بعد ولايته الثانية، في وقت يرى البعض في التيار الأصولي أن من الضرورة كسر شوكة نجاد عبر السماح له بالترشح والخسارة، على غرار ما حدث مع حسين موسوي ومهدي كروبي، وإلا فإنه سيتحول إلى معضلة وزعيم معارض يزاحم أي حكومة مستقبلية.

من جانب آخر، أفاد المصدر بأن التيار الأصولي استطاع إقناع بعض مرشحي «الحرس الثوري» بالانسحاب لمصلحة رئيسي، لكن سعيد محمد وحسين دهقان ورستم قاسمي ما زالوا مصرّين على الاستمرار حتى اللحظة الأخيرة، على أمل كسب حصة أكبر بالنفوذ في الحكومة المقبلة.

ورأى أن خريطة المنافسة سوف تتبلور بشكل حاسم بعد أن يعلن «صيانة الدستور»، القائمة النهائية بعد غد الخميس.

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم «صيانة الدستور»، عباس كدخدائي، أن الحصول على 7 أصوات من إجمالي 12 صوتا في المجلس كاف لتأكيد أهلية المرشح للانتخابات الرئاسية، التي تأتي بالتزامن مع خوض طهران مفاوضات حساسة مع واشنطن من أجل رفع العقوبات الخانقة عنها وإحياء العمل بالاتفاق النووي.

back to top