أطلق الجيش الإسرائيلي المرحلة الثالثة من عملية "حارس الأسوار" المتواصلة لليوم الثامن على قطاع غزة بقصف نحو 35 هدفاً خلال 20 دقيقة، بينها ما سمّاه "مشروع مترو أنفاق حماس العملاق" وعدد من الأحياء، بينها تل الهوى ومقار حكومية، إضافة إلى مواقع للفصائل الفلسطينية.وأوضح جيش الاحتلال أن 54 مقاتلة، أطلقت نحو 110 صواريخ على نحو 15 كلم من أنفاق غزة، التي يعتقد أنها مرتبطة بغرف عمليات "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس وتدير منها عملياتها ومنظومات الصواريخ والجهود الاستخباراتية المتعددة.
واستهدف الجيش الإسرائيلي 9 منازل لكبار قادة "حماس" وتستخدم "لتخزين الأسلحة"، مؤكداً مقتل قائد لواء شمال قطاع غزة في حركة الجهاد الإسلامي، حسام أبو هربيد، في غارة لسلاح الجو استهدفت سيارته في بيت لاهيا، ونشر فيديو على "تويتر" للعملية.وفي تطور جديد، قال "الدفاع المدني" في غزة إن مدفعية الاحتلال استهدفت مصنع "فومكو" للإسفنج شرق مخيم جبالبا بقذائف فسفورية حارقة وقذائف دخانية أدت إلى اشتعال حرائق كبيرة داخل المخازن، لأنها تحتوي على مواد سريعة الاشتعال"، مبيناً أنها هاجمت أيضاً أماكن وجود فرقه لعرقلة عملها.كما أكد رئيس بلدية غزة يحيى السراج تعمّد إسرائيل تدمير الطرق والمفترقات الرئيسية والبنى الأساسية والمساكن والمقار الأمنية والحكومية ومحطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
صواريخ الفصائل
ووسط أنباء عن اضطرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو للتراجع عن "الاحتفال بالنصر"، أكد جيش الاحتلال استهداف إحدى بوارجه الحربية في عرض البحر قبالة شواطئ غزة، برشقة صاروخية من غزة، لكنه أكد أن البارجة لم تُصب.وأعلنت "كتائب القسام" استهدافها البارجة الإسرائيلية في عرض البحر وقصف قاعدة "حتسريم" الجوية برشقة صاروخية، وجددت قصف كيبوتس "إيرز" بقذائف الهاون.ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصدر مسؤول بسلاح الجو الإسرائيلي أن "حماس" ما زال لديها صواريخ كافية لمهاجمة الدولة العبرية لفترة طويلة.وفي وقت سابق، قصفت "كتائب القسام" عدة مناطق بينها عسقلان وبئر السبع وأسدود ومستوطنتا نتيفوت وأوفاكيم وموقع ناحل عوز العسكري وتجمعاً لقوات الاحتلال قرب مستوطنة نير عام. كما استهدفت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد سديروت ونتيفوت و"شعار هنيغف" بدفعات صاروخية مكثفة.بدورها، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية (الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) وألوية الناصر صلاح الدين (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية) أنها قصفت منطقة أشكول شمالي قطاع غزة بدفعة صواريخ.وأطلقت الفصائل أكثر من 3100 صاروخ منذ بدء جولة العنف الدامية هذه. وهي أعلى وتيرة تستهدف أراضي الدولة العبرية منذ حربها الأخيرة مع "حماس" في صيف عام 2014، التي استمرت 51 يوماً وألحقت دماراً كبيراً بقطاع غزة. وقتل خلالها 2251 فلسطينياً غالبيتهم من المدنيين و74 إسرائيلياً غالبيتهم من الجنود.إضراب ونفير
ومع تمدد المواجهة في المدن والبلدات داخل الخط الأخضر التي يسكنها فلسطينيون ويهود، دعت اللجنة المركزية لحركة فتح إلى إضراب شامل في الضفة الغربية اليوم، انسجاماً مع لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل التي دعت هي أيضاً إلى إضراب شامل "ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل وسياسات التهجير في القدس".وبينما تعرّضت "مقبرة الاستقلال" التاريخية في مدينة حيفا الساحلية لحريق، وضع الجيش الإسرائيلي عشرات الحواجز في القدس وفرض إجراءات مشددة للدخول والخروج من البلدة القديمة والأحياء المحتلة في القدس الشرقية، بعد عملية دهس أمس الأول في "الشيخ جراح".جهود أميركية
وبعد أسبوع دام سقط فيه أكثر من 200 شهيد، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، عن جهود مكثفة لإنهاء العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، مطالباً جميع الأطراف في الصراع المحتدم بحماية المدنيين، وخصوصاً الأطفال منهم.وقال بلينكن، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الدنماركي في كوبنهاغن، "سنواصل الجهود الدبلوماسية المكثفة لوضع حدّ لدوامة العنف هذه. نحن مستعدون لتقديم دعمنا إن أرادت الأطراف التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، معتبراً أن "إسرائيل بصفتها دولة ديمقراطية لديها واجب خاص" على هذا الصعيد.وأكد بلينكن أن واشنطن طلبت من إسرائيل تقدّم "توضيحات" حول "مبرر" استهداف برج يضم مكاتب مؤسسات إعلامية دولية في غزة، مشيراً بحذر إلى أنه لم يطّلع شخصياً على معلومات وفرتها حول شرعية الضربة.وفي إطار المساعي الدبلوماسية لإنهاء دوامة العنف، أجرى بلينكن، أمس الأول، محادثات هاتفية مع نظرائه المصري سامح شكري والسعودي الأمير فيصل بن فرحان والقطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن والفرنسي جان إيف لودريان، تناولت "الجهود الرامية لإعادة الهدوء إلى إسرائيل والضفة الغربية وغزة، ومطالبة "جميع الأطراف بخفض التوتّرات ووضع حدّ للعنف"، كتب بلينكن، في تغريدة مباحثاته، "ينبغي لجميع الأطراف تهدئة التوتر، يجب أن يتوقف العنف على الفور".وبعد إجرائه اتصالين منفصلين مع نظيره الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو، أكد الرئيس جو بايدن، أمس الأول، أن إدارته تعمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين وأطراف أخرى بالمنطقة لتحقيق تهدئة دائمة. وقال في تسجيل فيديو بمناسبة عيد الفطر، "نرى أيضاً أن الطرفين يستحقان معاً العيش في أمن وسلام، وأن ينعموا بدرجة متساوية من الحرية والرخاء والديمقراطية".مبعوث بايدن
في هذه الأثناء، استقبل عباس مبعوث بايدن نائب مساعد وزير الخارجية، هادي عمرو، أمس، في رام الله بالضفة، وذلك بعد يوم من اجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس.وبعد اللقاء بين غانتس وعمرو، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مصدر حكومي إسرائيليّ قوله إنّ واشنطن لم تمارس ضغوطًا بشأن غزة ولم تُقدِّم مقترحاتٍ ملموسةٍ لوقف إطلاق النار.وفي إطار هذه الجهود، أجرى مبعوث الأمم المتحدة تور وينسلاند، محادثات مكثفة مع مستشار الأمن الإسرائيلي مائير بن شبات ومسؤولين كبار آخرين خلال الساعات الماضية، وكذلك مع حركة حماس ومصر.مصر والأردن
وأكد وزير الخارجية المصري "مواصلة الجهود للتوصل لوقف إطلاق النار يعفي الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية"، مشيرا إلى اتصالات مع أطراف الصراع والدول الفاعلة.وإذ أشار إلى أنه "هناك المزيد من الاحتقان بين الطرفين، يصعب التوصل إلى التهدئة في أقرب فرصة ممكنة"، أكد شكري، في حوار تلفزيوني أنه "من الضرورة أن يتم توصل لوقف كامل لإطلاق النار. هناك توافق حول هذا الأمر بين الكثير من الدول الفاعلة، ونستمر في جهودنا لتحقيق هذا الغرض".ولاحقاً، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، أن الوضع الحالي في غزة يحتاج بصفة عاجلة جداً وبمنتهى الوضوح إلى أن يعود الهدوء ووقف العنف والأعمال القتالية.وأوضح السيسي، في تصريحات بمقر إقامته في باريس، أن "مصر تبذل جهوداً دائماً في هذا الإطار، والأمل الآن يتمثّل في التحرك الجماعي لإنهاء حالة العنف".وكتبت صحيفة هآرتس الاسرائيلية اليسارية أن القاهرة تواجه مهمة شاقة والعديد من العوائق في طريق جهودها لوقف التصعيد، واصفة الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية للعمليات العسكرية الجارية حاليا في غزة بأنها "عشوائية ولا تقدّم رؤية واضحة لنقطة الخروج من تلك المواجهة".وبحسب "هآرتس"، فإن أهداف إسرائيل من معركتها ضد غزة، تتمثل في "استعادة الردع، أو توجيه ضربات إلى حماس لا يمكن تخيّلها انتقاما للهجمات الصاروخية".واعتبرت أن "التحدي الرئيس الذي يواجه مصر حاليا يتمثل في إقناع إسرائيل بالفصل بين عملياتها العسكرية في غزة وبين الحاجة إلى خفض التوترات في المسجد الأقصى، حيث ترى مصر أن هذا أمر ضروري للغاية للفصل بين مفاوضات الهدنة وبين الأسس الأيديولوجية".وتابعت أن "هناك مشكلة أخرى تتعلّق بالضمانات التي ستطلبها إسرائيل من حماس، لإطالة أمد التهدئة". وختمت "هآرتس" تحليلها الإخباري بالتأكيد أن تل أبيب عليها أن تكون "أكثر مرونة مع القاهرة في التفاوض من أجل إنهاء تلك المواجهة، حتى وإن كانت الضمانات التي ستحصل عليها غير كافية من وجهة نظرها".ورغم الاستعصاء، نقل عن مسؤول أممي قوله، إن الـ 48 ساعة القادمة ستكون حاسمة لناحية التوصل الى الهدنة. من جانبها، بحثت المستشارة الألمانية ميركل مع نتنياهو الصراع في الشرق الأوسط، وأبلغته بأنها تأمل في نهاية سريعة للصراع. وأكدت ميركل "التضامن" مع إسرائيل، ودانت احتجاجات في ألمانيا شهدت انتشار "الكراهية ومعاداة السامية".