ما يحدث حاليا في الأراضي المحتلة وفي قطاع غزة من مقاومة للمحتل الصهيوني يرسل رسائل قوية إلى المجتمع الدولي لعله يتخذ إجراءات ضد الغطرسة الوحشية الصهيونية، وإجباره على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، وأهمها إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف. رغم جبروت القوات المحتلة ودعم بعض الدول الغربية لها وإمدادها بالسلاح والعتاد لإبادة الشعب الفلسطيني، فإن أصحاب الحق ما زالوا يدافعون عن أرضهم وشعبهم بما أوتوا من قوة، سواء كانت بالحجارة أو باستخدام القوة المسلحة، وما يحدث في الأراضي المحتلة حاليا عمل يندى له جبين العالم المتحضر، ويضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية والقيم والأخلاق وانتهاك الإنسانية، خصوصاً ما يحدث من عمليات قتل للأبرياء من النساء والأطفال وغيرهم.
كل الذي يحدث الآن للشعب الفلسطيني ينبه العالم بأن هذا الشعب يستحق الحياة، وأن الكيل بمكيالين هي سنّة بعض القوى في العالم، كلنا نتذكر حادثة اعتداء رجل شرطة أميركي أبيض على مواطن أميركي آخر من أصول إفريقية كما يطلق عليهم، وقام الشرطي بخنق ذلك الرجل حتى الموت رغم أن الضحية لا يحمل سلاحاً، بعدها عم الغضب في الولايات المتحدة وانتشر في أنحاء العالم، وخرجت المظاهرات والاحتجاجات والشجب من كثير من الدول على هذه الحادثة التي هزت العالم، ورغم أن الحادث مر عليه أكثر من عام حتى الآن فإن المباريات الرياضية في أوروبا تقف حداداً، وترفع شعار "حياة السود تهمنا".ألا يستحق الفلسطينيون الذين سقطوا صرعى برصاص القوات الصهيونية المحتلة أن يقف لهم العالم وقفة احترام وأن يطالبوا المحتل الغاصب بوقف اعتداءاته على الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وحقوقه؟ فلماذا لا تتوقف المباريات الرياضية عدة ثوان احتراما للشهداء الفلسطينيين، وأن يرفع شعار "حياة الفلسطيني تهمنا"؟إن موقف الكويت وشعبها المؤيد للحقوق الفلسطينية معروف وثابت منذ محاربة الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1936 ، وكذلك في عام الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين عام 1948 وحتى يومنا هذا، إلى أن يتم تحرير فلسطين وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، ورغم أن الكويت وشعبها جرحت في عام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت من وقوف السلطة الفلسطينية وبعض الفصائل الفلسطينية إلى جانب المحتل العراقي فإن موقف الكويت المساند للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير. اللهم انصر أصحاب الأرض على المعتدين الصهاينة وارحم شهداءهم.***أخي العزيز صلاح عبدالمحسن الخشرم (بوطارق) صديقي الذي عرفته من مدة طويلة انتقل في أواخر شهر رمضان المبارك إلى رحمة الله تعالى بعد معاناة مع المرض، كان أبو طارق، رحمه الله، إنساناً طيباً خلوقاً متسامحاً محباً لأسرته وأصدقائه. في الحديث الشريف الذي يقول: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". ولا شك أن أسرته الكريمة أثبتت ذلك، ومنهم ابنه العزيز طارق الذي وقف إلى جانب والده، وكان يقول لي إن حياة أبي أهم من وظيفتي الدبلوماسية، طمعاً في رحمة الله سبحانه وتعالى بأن يغفر لميتهم ويرحمه ويسكنه فسيح الجنان، فأحر التعازي لأسرة الفقيد الغالي "بوطارق"، ولا يسعنا إلا أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون".
مقالات
الشعب الفلسطيني يستحق الحياة
19-05-2021