فنانة مصرية تحوّل الكراكيب إلى ديكورات منزلية
لم تعد المخلفات تشكل عبئا كبيرا، ولا يجب التخلص منها بإلقائها في صناديق القمامة، فالأغراض المهملة التي تعرف في مصر بـ"الكراكيب" باتت مادة ذات أهمية في صناعة الأثاث والديكورات المنزلية، بعد إعادة تدويرها، للخروج بمنتجات صديقة للبيئة، هذا ما تؤكده مصممة الديكورات المنزلية المصرية مروة العزب، التي نجحت بالتعاون مع شابين آخرين في إنتاج أكسسوارات لتزيين البيوت من أغراض مهملة، كان مصيرها سينتهي في صناديق القمامة، لولا أن طالتها يد العناية وأنامل هؤلاء الفنانين الثلاثة.انطلاقاً من أن هناك كثيرين يعشقون الديكورات المنزلية ذات الطابع القديم، تعاونت مروة العزب (29 عاماً) مع زميليها ماجد يحيى ومصطفى محمد، لإبراز نوع من الفن تتلخص فكرته في إنتاج قطع ديكورية من "الكراكيب"، ففي ورشة بمحافظة الإسماعيلية (شمال شرقي القاهرة)، يتولى كل من أعضاء الفريق الثلاثي مهمة محددة، وتتخصص مروة في وضع اللمسة الجمالية الأخيرة لمنح قطعة الديكور إطلالة قديمة، بما يشعر مَنْ يراها بعبقها التاريخي.وقالت مروة لـ"الجريدة" إنها بدأت تعلُم هذا الفن قبل نحو عام، حين تابعت دورة تدريبية في تشكيل الخُردة، وبعدها نفذت أول قطعةٍ مع ماجد ومصطفى وكانت النتيجة رائعة، حيث جمعت القطعة بين العبق والإطلالة العصرية "المودرن"، وهكذا ابتعدت تماما عن دراستها الأصلية، كونها بالأساس خريجة كلية التجارة عام 2014، إلا أنها شغوفة بالفن، فقد سبق أن عملت في مجال رسوم الكرتون، وفن الغرافيتي.
وتابعت: "بعد فترة أنشأنا خطاً لإنتاج قطع الديكور ذات الطابع القديم (Vintage)، وتخصصت في تنفيذ اللمسة الأخيرة لتطبيق التأثير القديم على المنتج، حيث أختار الألوان بحسب طبيعة القطعة، فإن كانت مرجعيتها قديمة أختار بالتة ألوان قديمة قريبة من درجات الصدأ كالأصفر والبني والأبيض والأخضر والأزرق، وأحياناً أختار بالتة مختلفة تماما كالبرتقالي والأزرق والأبيض لتظهر القطعة في شكلها النهائي بشكل عتيق".وتستهدف الفنانة الشابة من وراء هذا العمل الفني "الإسهام في التعريف بقيمة المنتجات القديمة، والمساعدة في الحد من ثقافة الاستهلاك والتكديس، فجميعنا يراكم أشياء قديمة ولا يستخدمها، ودورنا هو إعادة استخدام المنتج بشكل قديم، مع الحفاظ على روحه وقيمته، بما يحافظ على التراث".ونفذت مروة أفكارا عدة، منها طاولة ذات طابع يوناني كانت مهملة وأعادت إحياءها بإطلالة جذابة، و"لمبادير" مصمم من المواسير الحديدية، ووحدات إضاءة من خامات مهملة، ويسعى الفريق الثلاثي إلى إنشاء مؤسسة تُعنى بالحرف اليدوية.