منذ أن قرر سعد شرار الختلان العازمي مقاومة الغزو العراقي الغاشم للكويت اختار لنفسه مشروع الشهادة، دفاعاً عن ثرى الكويت الذي احتضنه بعد ربع قرن شاهداً على بطولات المقاومين للغزو، وشهيداً في قائمة الذين نذروا أرواحهم فداء للوطن.فقد احتضن ثرى الكويت صباح أمس "الشاهد الشهيد"، الذي أطلق عليه جحافل المخابرات الصدامية الغاشمة لقب "أبوالمفخخات"، حيث أذاقهم ألوان القتل، ووجه لهم الكثير من الضربات المؤثرة مع إخوانه أبطال المقاومة الكويتية الباسلة، مما دفع برئيس النظام العراقي المقبور صدام حسين الى اصدار حكم الأعدام عليه غيابياً.
الحضور في تشييع الفقيد أمس يؤكد مكانة الراحل في ماضي وحاضر الكويتيين، الذين يجمعون على بطولات فذة سطرها "ابوناجي" في سجل مقارعة الغزو، وقد ضم التشييع عددا كبيرا من ابطال المقاومة الكويتية والذين ينتمون إلى كل مكونات المجتمع، راسمين بهذا الحضور لوحة وفاء خففت عن أسرة الفقيد حزن رحيله الى مثواه الأخير.يقول شقيق الراحل عمر العازمي لـ"الجريدة": "نحن لا نعزي انفسنا بل نعزي الشعب الكويتي والقيادة السياسية على رحيل أحد أبرز المقاومين خلال فترة الغزو العراقي الغاشم"، مضيفاً ان "ما هون علينا هذا المصاب الجلل هو الحضور اللافت لتشييع الفقيد، والذي أعاد الى الأذهان وقفة الشعب الأصيل والتفافه حول قيادته خلال محنة الاحتلال".يروي عمر ان شقيقه كان مخترعا، ففي عام 1982 اخترع اول مركبة تسير بجهاز لاسلكي، وكرم على هذا الاختراع من قبل الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله، وقد وظف خبراته في مقاومة الغزو العراقي منذ الايام الاولى للغزو المشؤوم.يستحضر عمر بعض الذكريات البطولية لشقيقه فيقول، ان الدور الذي لعبه الراحل كان واضحا للعيان، ويشهد عليه الجميع، فأبوناجي كان مهندس عمليات التفخيخ والتفجير التي نفذتها خلايا المقاومة الكويتية، لدرجة ان المخابرات العراقية اطلقت عليه لقب "أبوالمفخخات"، وكانت تبحث عنه في كل موقع.وأضاف أن أولى العمليات التي نفذها شقيقه كانت تفخيخ مركبة اوروبية الصنع سوداء اللون، ووجه بها ضربة موجعة الى عدد من المتعاونين مع النظام العراقي، وكان موقع العملية في شارع عمان بمنطقة السالمية، لافتا الى أن هذه العملية كانت بداية الضربات الموجعة، التي أربكت المخابرات الصدامية.ويستطرد فيقول ان من اقوى العمليات التي نفذها ابطال المقاومة كانت بسيارة فخخت على يد المرحوم، وتم تفجيرها بمطعم مقابل منطقة الصليبيخات كان يتجمع به عدد كبير من الضباط والجنود العراقيين، فضلا عن تفخيخ مركبة اخرى هاجم به أبطال المقاومة مقراً لقيادة الجيش العراقي في فندق الهيلتون والتي اسفرت عن مقتل العديد من الضباط والجنود.يحصي عمر العازمي اكثر من 30 مركبة فخخها شقيقه الراحل واستخدمتها خلايا المقاومة في ضرب تجمعات الجيش العراقي، وكذلك تفجير بعض مواقع المتعاونين مع سلطة الاحتلال، لافتا الى أن المرحوم تم اعتقاله في منطقة الروضة في بداية يناير 1991 عندما كان ذاهبا لتسلم معدات تفجير وتفخيخ من احد قادة المقاومة الكويتية، وقد اعتقل بالمشاتل، وكان يحمل هوية مزورة باسم سرحان ذيب العنزي، وكان معتقلوه لا يعرفون انه احد أبرز المطلوبين للمخابرات العراقية وتم نقله الى معتقل للمخابرات الصدامية في منطقة الرابية، وهناك تولى التحقيق معه الأخ غير الشقيق للمقبور صدام حسين سبعاوي إبراهيم الحسن، والذي كان يشغل وقتها رئيس جهاز المخابرات، وهو من كشف شخصية المرحوم الحقيقية بعد سلسلة طويلة من عمليات التعذيب. لينقل بعد ذلك الى سجن أبوغريب ليحكم عليه بالإعدام بأمر من صدام حسين، إلا أن مشيئة رب العالمين انتصرت له ليعود الى أرض الوطن مع الأسرى الذين نقلوا إلى البلاد عن طريق الصليب الأحمر.
محليات
سعد الختلان العازمي... الشاهد والشهيد بمواجهة الغزو
19-05-2021