• انطلاقا من نجاح مسلسل الناموس... كيف استقبلت رد فعل الجمهور؟

Ad

- بسعادة بالغة، ولا يعني ذلك أن نجاح العمل كان مفاجئا أو مخالفا للتوقعات، فمسلسل الناموس مشروع فني متكامل توافرت له كل عناصر النجاح من إنتاج ضخم بقيادة المنتج الواعي المثقف عبدالله بوشهري، الذي لم يبخل على العمل من ناحية الديكور أو الملابس أو الطاقم الفني الكبير الذي ضمّ أهم نجوم الكويت والخليج، ومنهم الفنانون القديرون جاسم النبهان ومحمد المنصور وهيفاء عادل، بالتعاون مع خالد أمين وناصر كرماني وغيرهم، كل ذلك بقيادة المخرج المتألق جاسم المهنا، ولذلك فإن العمل يستحق ما حققه من مشاهدة ونجاح وقبول لدى الجمهور الذين أشكرهم على المتابعة وتقديرهم لحجم العمل وضخامته، فهم حقا جمهور واع ومتذوق للفن الجيد.

• ألم تخشَ دخول عالم الإثارة والجريمة، وهو عالم جديد على الدراما الخليجية؟

- بالعكس، كان لديّ شعور أن الجمهور الخليجي متشوق لهذه النوعية من الأعمال، فقد سئم الأعمال الاجتماعية التلقليدية التي تحاكي الواقع كما هو، دون تقديم جديد، ولذلك فإنّ جرعة الإثارة التي قدّمها العمل كانت أهم عناصر نجاحه، فقد استفزت المشاهد، وجعلته يشعر بالتجديد والبُعد عن الرتابة والتكرار، فضلا عن أنها قصة واقعية حدثت قبل عشرات السنوات، وهنا استطاع العمل المزج بين الواقع والدراما بشكل مثير وبصورة جذابة توافرت لها عناصر الإبهار البصري والنفسي دون مبالغة، فضلا عن ذلك، فقد حرصت على تقديم الكوميديا في العمل من خلال الفنان الكبير محمد المنصور والفنانة فتات سلطان وعبدالله بهمن للموازنة بين حدة العمل وخفة ظله، حتى لا يشعر الجمهور بالملل.

• لثلاث سنوات متتالية عكفت على كتابة الأعمال التراثية، رغم كونك شابا في الثلاثينيات، فما سر تمسكك بتلك النوعية، ولماذا لا تقدّم عملا شبابيا معاصرا؟

- أنا عاشق لتلك الحقبة الثرية والغنية بالأحداث والملابس والثقافة والفنون، وخاصة في منطقة الخليج التي تعد عصره الذهبي، ورغم أني لم أعش تلك الفترة، فإنني أحاول معايشتها مع جمهوري من خلال أعمال، فأعكس لهم تلك الصورة وهذا الزمن في أبهى صورة، لكن دون تحايل على الواقع، فرغم جمالية تلك العصور، فإنني أسلط الضوء أيضا على مشكلاتها وأزماتها ومساوئها في قالب درامي، أما الأعمال المعاصرة فأعتبرها سهلة نتيجة التكنولوجيا الحديثة التي تهون الكثير من الأمور، ولذلك لا تستهويني بحجم الأعمال التراثية.

• بعد 3 أعمال متتالية معا... تعاونك مع عبدالله بوشهري مستمر أم تخطط للعمل مع منتجين آخرين؟

- عبدالله بوشهري صديقي وأخي من قبل دخولي عالم الدراما، وبيننا تفاهم وتوافق فكري كبير، وهو أحد وأهم أسباب نجاحنا سنويا طوال السنوات الماضية، لتصنف أعمالنا أفضل أعمال الموسم منذ مسلسل الديرفة، مرورا

بـ "محمد علي رود"، وانتهاء بـ "الناموس"، وهو سبب كاف لاستمرار التعاون بيننا، ولكن هذا لا يعني أني أغلق على نفسي باب التعاون مع منتجين آخرين، فالمجال مفتوح لي وللجميع.

• وهل لديك أعمال خارج الموسم الرمضاني، أم تركز جهدك فقط لهذا السباق الضخم؟

- أنا أحب هذا الموسم لأنه يحمل منافسة قوية بين الأعمال، ولا يبرز منها سوى العمل القوي حقيقية، ونجاحي في رمضان يضاهي عدة نجاحات خارج هذا الموسم، لأنه دليل على اكتساح المسلسل لباقة متنوعة من الأعمال التي تضم أكبر النجوم، وهو ما يشبعني فنيا ويشعرني بنجاح كبير، ولذلك أنتهي قريبا من كتابة مسلسل تلفزيوني حقبوي ضخم مكون من 30 حلقة، يتم تجهيزه للعرض في رمضان المقبل 2022، وهو يكلل ويشهد استمرار تعاوني مع المنتج عبدالله بوشهري للعام الرابع على التوالي، وبمجرد انتهائي من الكتابة سأشرع في الانتهاء من كتابة مسلسل رقمي قصير من 7 حلقات للعرض عبر المنصات قريبا، ليكون أول عمل معاصر أقدمه.

• كيف وجدت تعاونك مع المخرج جاسم المهنا، وخاصة أنها أولى تجاربه الدرامية؟

- خلال العامين الماضيين تعاونت مع المخرج مناف عبدال في "الديرفة" و"محمد علي رود"، وهو مخرج مخضرم، لكن هذا العام انشغل بتقديم عملين من إنتاجه، هما "مطر صيف" و"سرك الخافي"، وكان اختيار أن يخرج "الناموس" يحمل بصمات جاسم المهنا اختيارا موفقا للغاية، فرغم عمله بالمنوعات ليكون المسلسل أولى تجاربه التلفزيونية، فإنه استطاع أن يثبت موهبته القوية وقدرته على التجديد والاهتمام بالتفاصيل، كما يقرأ جيدا ما وراء النص والشخصية، ولذلك شعر المشاهد بأنه أمام رؤية إخراجية قوية، ولذلك أتطلع لاستمرار التعاون بينا.

• هل تابعت أعمالاً رمضانية لهذا العام؟

- تابعت فقط مسلسلي إلى جانب الدراما المصرية "نجيب زاهي زركش" للفنان القدير يحيى الفخراني، الذي أعشقه وأتطلع للعمل معه يوما في حياتي، فقد تابعت له أغلب أعماله باعتباره نجمي المفضل، حتى مسلسل "ونوس" الذي شاهدته أكثر من 4 مرات، وفي كل مرة أبكي وأفرح وأشعر بالخوف كأنها المشاهدة الأولى، فهو حقا إنسان مبدع وفنان حقيقي بمعنى الكلمة.

عزة إبراهيم