تراجعت العملة الرقمية الأشهر "بتكوين" بحدة لتواصل عمليات بيع كبيرة بدأت قبل أسبوع، وهوت بنسبة تزيد على 16 في المئة لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال اليوم دون 38 ألف دولار وفقاً لبيانات CoinDesk.

وهذا هو أدنى مستوى للعملة الرقمية منذ 9 فبراير، وهي آخر مرة ينخفض فيها سعر "بتكوين" إلى ما دون 40 ألف دولار.

Ad

وتلت موجة الهبوط تصريحات جديدة لبنك الشعب الصيني، أعلن فيها أن العملات الرقمية "لم ولن تستخدم كوسيلة للدفع، لأنها ليست عملات حقيقية"، مؤكداً أنه يجب على المؤسسات المالية وشركات المدفوعات عدم تسعير منتجاتها بالعملات المشفرة.

وشملت الخسائر عددا كبيرا من العملات الرقمية، حيث تراجعت "إيثيروم" 15 في المئة، إلى 2960 دولارا، و"بتكوين كاش" 16 في المئة، و"كاردانو" 15 في المئة.

ولم يشمل بيان بنك الشعب الصيني أي قرارات بمنع التعامل بالعملات الرقمية، في وقت تمضي الصين لإصدار عملة رقمية خاصة بها.

وأدت الأخبار السلبية خلال الأسبوع الماضي إلى إضعاف المعنويات تجاه العملة المشفرة. وفي 12 مايو، قال الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إلون ماسك إن شركة صناعة السيارات الكهربائية قد علقت شراء السيارات باستخدام بتكوين، مشيرًا إلى المخاوف البيئية بشأن ما يسمى بعملية "التعدين" الحسابي، حيث تستخدم فيها أجهزة الكمبيوتر عالية الطاقة لحل الألغاز الرياضية المعقدة لتمكين المعاملات باستخدام بتكوين.

وتسببت تعليقات ماسك في محو أكثر من 300 مليار دولار من سوق العملات المشفرة بالكامل في ذلك اليوم.

وجاء إعلان تعليق "تسلا" الدفع بالبتكوين بعد ثلاثة أشهر فقط من كشف الشركة أنها اشترت ما قيمته 1.5 مليار دولار من العملة المشفرة، وستبدأ في قبولها مقابل منتجاتها.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" أن الشركة "لم تبع أي عملة بتكوين".

أما الخط الصيني المتشدد بشأن العملات الرقمية فليس بجديد، ففي عام 2017، أغلقت السلطات منصات تبادل العملات المشفرة المحلية، وحظرت ما يسمى عروض العملات الأولية (ICOs)، وهي طريقة للشركات لجمع الأموال من خلال إصدار رموز رقمية جديدة.

وكان التجار في الصين يمثلون ذات مرة حصة كبيرة من سوق بتكوين، ولكن بعد الحملة، انخفض تأثيرهم بشكل كبير. وانتقلت عمليات العملات المشفرة الصينية إلى الخارج.

ولا تزال عملة بتكوين مرتفعة بأكثر من 40 في المئة منذ بداية العام وحتى تاريخه، و320 في المئة في آخر 12 شهرًا.

«مايكرو استراتيجي»

دخول "مايكرو استراتيجي" من جهتها، كشفت شركة مايكرو استراتيجي MicroStrategy أمس الأول أنها أنفقت 10.9 ملايين دولار لشراء 229 وحدة بتكوين، قبل وقت قليل من الكشف عن الصفقة، بمتوسط سعر يبلغ 43663 دولاراً لكل بتكوين متضمنة الرسوم، وفقاً لما ذكره موقع "Market Watch".

وقالت الشركة، التي أعلنت في وقت سابق أنها تستخدم بتكوين كأكبر أصول الخزينة لديها، إنها تمتلك حالياً 92079 عملة بتكوين، تم الحصول عليها مقابل 2.25 مليار دولار بمتوسط سعر شراء يبلغ 24450 دولاراً لكل بتكوين.

إلى ذلك، تراجعت أسهم MicroStrategy بنسبة 47.3 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية حتى يوم الاثنين، بينما انخفضت عملة بتكوين بنسبة 12.8 في المئة خلال نفس الفترة، فيما ارتفع مؤشر S&P500 نحو 6.4 في المئة خلال الفترة ذاتها.

في المقابل، قال مجموعة من مراقبي الرسوم البيانية في وول ستريت، إن أعمق عمليات بيع بتكوين منذ بدء جنون التشفير العام الماضي يبدو أنها ستشتد.

وكان ريتش روس من Evercore ISI يعتقد أن الأسعار مقدر لها أن تنخفض إلى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، باتباع مسار الأصول المضاربية الأخرى، التي من شأنها أن تعيد بتكوين إلى 40 ألف دولار مقارنة بأقل من 44 ألف دولار حالياً.

ويراقب آخرون نمط القمم والقيعان المنخفضة، ويرون أن تغريدات الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، غير المتوقعة ستبقي المستثمرين التقليديين على الهامش. كما أن هناك أيضاً تكهنات بأن الذهب بدأ في جذب الأموال بعيداً عن العملات المشفرة.

يأتي ذلك، في وقت لا تزال بتكوين مرتفعة بأكثر من 300 في المئة منذ مايو الماضي، لكن سرعة المسار الأخير هزت المؤمنين الجدد بالعملات المشفرة وألقت بظلال من الشك على فكرة أنها تنضج إلى فئة أصول أكثر استقراراً. حيث انخفضت الأسعار بنحو 40 في المئة من أعلى مستوياتها المحققة في أبريل، عندما تجاوزت الأسعار 64 ألف دولار.