«موعظة» الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
![جيمس زغبي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/222_1682522396.jpg)
وسعت إدارة بايدن إلى تجنب التدخل المباشر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وحاولت الإدارة القيام بهذا بتصريحات تعارض استيطان وضم الأراضي، وعبرت عن إيمانها «بالأهمية المتساوية لحياة الإسرائيليين والفلسطينيين»، وفي الوقت نفسه تعهدت «بدعم لا يتزعزع لإسرائيل» ورفضت تعليق المساعدات الأميركية كنوع من الرد على سلوك إسرائيل، ولم تدرك الإدارة الأميركية أن هذه تصريحات متعارضة، وحين أعلنت إسرائيل إجلاء السكان وتوسع الاستيطان في القدس وحولها، اكتفت الإدارة بالتعبير عن «القلق العميق»، ولم تبال إسرائيل بهذه التصريحات، وما دام أن الولايات المتحدة لا تُخضع إسرائيل للمساءلة عن تصرفاتها ولا تصر على أن تدفع ثمناً لسوء تصرفاتها، ستواصل إسرائيل تحركاتها متمتعة بحصانة ولن تبالي بـ«المخاوف» الأميركية. وأنصار إسرائيل يؤكدون أن هناك دعماً من الحزبين لتصرفات الدولة العبرية، مشيرين إلى خطابات دعم من أغلبية أعضاء الكونغرس كدليل، وهذا تفكير بالتمني، وفي الوقت نفسه خطير، صحيح أن أنصار إسرائيل ما زالوا «يسيطرون على التلة لكنهم يخسرون الأرض حولها»، خاصة وسط «الديمقراطيين»، فهناك عشرات من الأعضاء «الديمقراطيين» في مجلسي الشيوخ والنواب انتقدوا بشدة التصرفات الإسرائيلية والاستجابة المترددة من إدارة بايدن، وكثيرون يطالبون بفرض شروط على المساعدات الأميركية لإسرائيل، وهذا يعكس تغيرات كبيرة في توجهات الناخبين الأميركيين تجاه إسرائيل وسياساتها. وهناك غالبية من «الديمقراطيين» يعارضون حالياً المستوطنات الإسرائيلية ويريدون أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل كي تغير من سياساتها، ويؤيدون اشتراط تعليق المساعدات الأميركية لإسرائيل على أساس معاملتها للشعب الفلسطيني، وهذا قد يكون بسبب التغيرات في توجهات الأميركيين السود والمتحدرين من أميركا اللاتينية والشباب والنساء المتعلمات وهي جماعات محورية من الناخبين «الديمقراطيين»، وإذا ظلت مؤسسة الحزب «الديمقراطي» تتجاهل هذه التغيرات، فانها تغامر سياسياً، لقد أصبحنا، إذاً، مرة أخرى، في معمعة حرب ستزهق أرواحاً كثيرة وتتسبب في معاناة عدد أكبر، وفي النهاية لن تحسم شيئاً، وهناك دروس يتعين تعلمها من هذا الصراع لمن كان له «عينان رائيتان فلينظر ومن له أذنان سامعتان فليسمع». * رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن.