الله يهدي الجرمان

نشر في 20-05-2021
آخر تحديث 20-05-2021 | 00:18
 حسن العيسى أعضاء جمعيات حقوق الإنسان بالكويت غاضبون وزعلانون على تقرير شبكة "إنترنيشز" الألمانية (نشر في جريدة الراي بالأمس)، الذي ذكر أن الكويت الأسوأ للمغتربين، للمرة السابعة في 8 سنوات!

التقرير يعتمد في تقييمه على عدة معايير، منها "جودة الحياة، وخيارات الترفيه، والسفر والنقل والصحة والأمان...".

أبداً ليس لهذه الشبكة أي حق في مزاعمها عن الحياة الجميلة وعالم الترفيه والفرح والسعادة بالكويت، ليس للمغتربين فقط، بل حتى "للمكرودين" من أهلها الذين لا يملكون شاليهات وقصوراً على الشواطئ، ولا مخازن مملوكة للدولة يؤجرونها من الباطن بأسعار خيالية، أو لديهم مناقصات وممارسات مضبّطة على مقاسهم، ولا يستطيعون السفر بكل عطسة إجازة لبلدان "هيا بنا نمرح" البشر فيها يبتسمون ويحيون الناس.

بالنسبة للمغتربين الذين لا يعامل فيها العزاب كأنهم مرضى جذام وشكاوى تنهال عليهم، كل يوم وآخر تهديدات بالطرد وقطع الكهرباء والماء عنهم عبر سلطة بلدية البعارين، حتى لا يلوثوا عرق العائلة الكويتية الرصينة وشرفها الرفيع، الذي يدور فقط حول نون النسوة، وكيف يجب أن يتم عقاب النساء بالقتل إذا حدن عن مقدسات العادات والتقاليد المحنطة.

مؤكد أن كُتّاب التقرير غير العادل لم يطالعوا مثل تلك الحكايات. هؤلاء الألمان ظلموا الكويت في تقريرهم، لم يعرفوا شيئاً عن كتاب الشاطرة د. فرح باسل النقيب، في بحثها عن التمدين بالكويت وسياسة العزل العرقي للأجانب التي مارستها الدولة منذ سنوات طويلة، وعدم قدرة هؤلاء الأجانب على الاستقرار بالدولة والعطاء بعلمهم وخبراتهم، حسب قوانين الواسطة والمحسوبية وشراء الولاءات في منح الجناسي، وكيف كانت فرح تمتدح الأوضاع الإنسانية بالدولة، لدرجة أنها وصلت لليأس من عدم السماح لكتابها بالتداول في بلد أم حريات التعبير الإنسانية، فتركت البلد -حسب علمي- بسبب طغيان معايير سعادتها في حرية النشر.

أيضاً أصحاب التقرير الألماني لم يشاهدوا صفعة "الطراق" من الشرطي لأحد الواقفين الأجانب لتلقي جرعة التطعيم، ولم ينتبه أصحاب التقرير الألماني لقضايا الكفالات وأسعار تحويلها بالنسبة للعمالة المنزلية، ولم ينتبهوا (أصحاب التقرير) لمطالبات بعض نواب الأمة بطرد الأجانب أو فرض رسوم عليهم إذا استخدموا طرق الخطوط السريعة، ولم يكونوا يدرون عن تصريح نجمة تلفزيونية تطالب برمي الأجانب في الصحراء، حتى لا ينتشر داء كورونا بيننا، نحن أهل الكويت، من قبائل الهكسوس الجرمانية.

كذلك لم يطالع أصحاب تقرير الفرح والسعادة كيف ينتهي جسر جابر الرائع إلى مدينة الحرير، والتي تضج لياليها الجميلة بمسرحيات "كاتس" وسيدتي الجميلة وغيرها التي مازالت تعرض في شارع برودوي نيويورك.

برودوي هنا يقابله بقالات بيع الفحم والكاكاو العفن... الله يهدي الألمان الذين لا يعرفون أن لدينا سيارات "مرسيدسات وبي إمات" فاخرة، لا نصنعها، فقط نشفّط ونستعرض بها، فكم عانى شبابنا من شقاء طويل وعمل متواصل لشرائها... الله يهديكم مرة ثانية وثالثة...

حسن العيسى

back to top