بشرى خلفان: «الباغ» و«دلشاد» ثمرة ولعي بمسقط
الكاتبة العمانية تؤكد أن العقدين الأخيرين شهدا انفجاراً روائياً عالمياً
على منصاتها الافتراضية، أقامت منصة الفن المعاصر «كاب» حوارا مع الكاتبة العمانية بشرى خلفان تحت عنوان «مسقط بعيني دلشاد»، وأدار الحوار الروائي إبراهيم فرغلي.في البداية، تحدثت خلفان عن المكان في رواياتها وقالت إن الذي قادها إلى رواياتها «دلشاد» و«الباغ» هو المكان، وإنها مولعة بمسقط، «ولا أخفي هذا الولع بشكل شخصي أو في الكتابة، لأن مسقط مدينتي الأم»، مضيفة: «إحساسي بالمدينة والمكان هو الذي قادني لتتبع تاريخ مسقط، ومنه تاريخ عمان بشكل كامل، حتى أعرف أنا شخصيا، وأدرك المكان الذي جئت منه، والتاريخ، والزمان الذي وصلت إليه، وكيف وصلت».وقالت إن الزمان لم يقدها إلى كتابة (الباغ)، «ولكن قادني المكان حتى أتحدث عنه، ومسقط هي المحرك الأساسي لكتابة العملين»، مشيرة إلى أن المكان يتغير بشكل دائم ومستمر وسريع.
الجانب التاريخي
وعن الجانب التاريخي في الروايتين، تقول خلفان: «الفكرة أساسا أنني أروي تاريخ مسقط، ومن ثم عمان في مراحل تاريخية مختلفة، ففي (الباغ) مثلا سلطت الضوء منذ أوائل الخمسينات إلى زمن 1970 بينما (دلشاد) بدأت مع نهايات القرن التاسع عشر وصولاً إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية، وبالنسبة لي شخصيا عندما استحضر تاريخ مسقط تحديدا أنا أرجع بداية باستحضار وجود جدي في مسقط من مرحلة بدايات القرن العشرين وصولا إلى حيث أقف الآن، فأنا وقفت عند السبعين في (الباغ)، وسرديتي عن مسقط يجب أن تستمر حتى اللحظة الموجودة فيها الآن، وهذا مشروعي الشخصي، فمسقط كلها تحولات من أوائل القرن العشرين حتى اللحظة التاريخية الموجودة فيها الآن، فبفعل الروايتين استعرضت مرحلتين، والفكرة هي تناول التاريخ العماني من خلال مدينة مسقط».المحور المرأة
وتطرقت إلى الحديث عن المرأة العمانية في أعمالها الأدبية، مؤكدة أنها مؤمنة بان المرأة العمانية تحديدا دائما كانت المحور الأساسي ولم تكن هامشا، لأن العمانيين كانوا دائما في حالة هجرة، «فالنساء هن الذين أقمن البلدان والمدن في عمان، ولم يكن للمرأة دور واحد نمطي، فقد قامت بكل الأدوار في عمان، والنساء في عمان حتى يومنا هذا يحملن مسؤولية كبيرة».المصادر المعرفية
أما عن المصادر المعرفية التي تستعين فيها بأعمالها، فقالت: «أنا اشتغل في الميدان فأنزل وأقابل الناس، وأجلس معهم وأوثق حكايتهم وأغانيهم وقصصهم، ودائما تكون الخطوة الأولى بالنسبة لي عمل خارطة للمكان، الشيء الآخر أعمل قائمة مصادر مع أناس أجلس معهم، وأدون منهم خاصة ما يتعلق بالفلكلور، ومن ثم أرجع إلى الدراسات الأدبية»، مبينة أن البحث يكون أحيانا قبل الكتابة ولكن أثناءها تظهر ايضا أشياء «أضطر معها إلى أن أبحث في مناطق أخرى، وهناك شيء لصالحنا وهو قدرة الوصول إلى المعلومة من خلال الإنترنت، وهذا ساعدني، بالإضافة إلى موضوع معرض الصور، فالكاتب يحتاج أن يأخذ صورة بصرية، وأيضا عملت تدوينا بصورة كبيرة عن الموروث الشفهي عن طريق المقابلات الشخصية، وأيضا رجعت إلى المراجع».المصطلحات الصعبة
وتعقيباً على تضمُّن أعمالها بعض المصطلحات الصعبة، تقول: «اعتقد أن القارئ ذكي وعندي هذه الموثوقية العالية فيه، وأنا أتمنى من القارئ العربي أن يتعب معي ويبدأ في فهم الكلمات العمانية، وموضوع الهوامش عملته في رواية الباغ، لكن بعد ذلك وجدت أنه شيء جيد أن نحرض القارئ على البحث أكثر ومحاولة التقرب من الثقافة العمانية بكل معطياتها، وحتى الآن لم أجد من يقول إن المفردات وقفت مانعاً حقيقياً عن استمتاعه بالعمل». وأضافت أن الانفجار الروائي في العالم كله حدث في آخر عشرين سنة، وليس على المستوى العماني فقط، وهذا التدفق الروائي في كتابتها الروائية ظهر في آخر 10 سنوات.الجدير بالذكر أن خلفان أصدرت العديد من المؤلفات منها رواية «باغ» و كتاب «رفرفة» عام 2004، ثم مجموعة قصصية بعنوان «غبار»، و«حبيب رمان»، ونصوص «صائد الفراشات الحزين»، وشغلت منصب مدير مكتب السرديات، وعضوية «الجمعية العمانية للكتاب والأدباء».