تشهد أسواق لعب الأطفال في مصر حالة من الرواج للدمى التقليدية المصنوعة من خيوط الكروشيه، في وقت تراجعت أسهم نظيرتها الغربية «باربي»، التي تُعد الأشهر عالمياً منذ طرحتها شركة ماتيل للألعاب للمرة الأولى في مارس 1959. ويعود الفضل في تصميمها إلى سيدة الأعمال الأميركية روث هاندلر (1916-2002)، التي استوحت فكرتها من الدمية الألمانية الشهيرة بيلد ليلي.ورغم أن الدُمى الغربية لا تزال تستهوي الكثير من الأطفال في عالمنا العربي، فقد ظهر في الآونة الأخيرة مصممو عرائس تخصصوا في صُنع دمى كتلك التي كانت تحيكها الأمهات والجدات من القماش لبناتهن الصغيرات قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، وإن كانت «العروس الكروشيه»، كما يُطلق عليها في مصر، الأكثر تصدراً للمشهد حالياً.
الفنانة رباب سليمان، التي تُعد من أبرز مصممي دُمى الكروشيه في مصر، قالت لـ«الجريدة» إن «أروع ما في هذه الدُمية أنها تعيدنا إلى الزمن الجميل، وملامحها تشبهنا إلى حد كبير، مقارنة بنظيرتها المستوردة من الخارج، التي تعبّر عن الثقافة الغربية».ولا ترتكز ابنة محافظة الإسكندرية الساحلية على دراسة متخصصة لهذا المجال الفني، فقد تخرجت في كلية الخدمة الاجتماعية، إلا أنها وجدت ضالتها في العمل بمجال تصميم الدُمى، وقررت احترافه قبل سنوات، وبمرور الوقت استطاعت الوصول إلى منتج يناسب الطفلة المصرية والعربية عموماً، من ثم بدأت تسويق منتجاتها من دمى الكروشيه عبر موقع فيسبوك.تستخدم رباب في عملها خامات عدة، مثل الخيوط التركية عالية الجودة، والأسلاك النحاسية لتدعيم جسم الدمية الذي تحشوه بمادة الفايبر، كما تستخدم شعراً حرارياً يشبه الشعر الطبيعي، فيما تبرز ملامح الدمية بالتطريز. ولا تفضل إطلاق اسم واحد على الدمية، بل ترى ضرورة أن تكون الدُمية باسم صاحبتها التي ستقتنيها، فهذا الأمر، وفق قولها، «مشوّق جداً بالنسبة للبنات الصغيرات، إذ تشعر الطفلة حينها أن لها صديقة تشبهها في كل شيء، بما في ذلك الاسم».
توابل - مسك و عنبر
دُمية مصرية من «الكروشيه» تنافس «باربي»
21-05-2021