«جي بي مورغان»: نزوح مستثمرين كبار من «بتكوين» إلى الذهب

«أسواق العقود الآجلة شهدت أسوأ عمليات التصفية الشهر الماضي»

نشر في 21-05-2021
آخر تحديث 21-05-2021 | 00:00
No Image Caption
يبدو أن المستثمرين المؤسسيين في عملة «بتكوين» بدأوا التخلص من العملة المشفرة لمصلحة الذهب، مما يعكس الاتجاه الأخير الذي حدث خلال الربعين الماضيين، وفقاً لتقرير جديد صادر عن «جي بي مورغان».

أخبر محللون من «JPMorgan» عملاء البنك، أنهم شعروا بأن المستثمرين المؤسسيين يتخلون عن «البتكوين» ويعودون إلى الذهب.

وقال محللو «JPMorgan» في مذكرة للمستثمرين: «تستمر التدفقات إلى «بتكوين» في التدهور وتشير إلى استمرار تقليص الاستثمارات من المستثمرين المؤسسيين. خلال الشهر الماضي، شهدت أسواق العقود الآجلة «للبتكوين» أسوأ عمليات التصفية وأكثرها استدامة منذ أن بدأ صعود «بتكوين» في أكتوبر».

جاءت هذه الأخبار مع استمرار انخفاض سعر العملة المشفرة الأشهر، التي جرت معها باقي العملات المشفرة نحو خسائر فادحة أمس، إذ انخفضت «بتكوين» إلى ما يقرب من 30 ألف دولار لتعود وتلملم خسائرها بعض الشيء، بعد أن كانت وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 65000 دولار في أبريل المنصرم.

ويتجه سوق «بتكوين» نحو الانخفاض بشكل مطرد منذ 12 مايو، عندما قال الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك، إن شركته علقت شراء السيارات باستخدام العملة المشفرة، بسبب مخاوف من أن عملية «التعدين» الحسابية أدت إلى تأثيرات بيئية سلبية.

وشهد سوق العملات المشفرة بأكملها خسارة قدرها 300 مليار دولار في نفس اليوم.

أما يوم الثلاثاء، فتلقت «بتكوين» ضربة أخرى، بعد أن أصدرت ثلاث هيئات مصرفية في الصين بياناً يحذر المؤسسات المالية من إجراء أعمال متعلقة بالعملات المشفرة، بما في ذلك تداول أو تبادل تلك العملات.

وكتب المحللون الاستراتيجيون في «JPMorgan»، بقيادة نيكولاوس بانيجيرتزوجلو، في مذكرتهم إلى المستثمرين: «ربما يفر المستثمرون المؤسسيون من «بتكوين» لأنهم يرون أن الاتجاه الصعودي السابق على مدى ربعين قد انتهى، وبالتالي يسعون إلى استقرار الذهب التقليدي بعيداً عن التحول السريع للذهب الرقمي، أو ربما ينظرون إلى سعر «بتكوين» الحالي على أنه مرتفع جدًا مقارنة بالذهب، وبالتالي يفعلون عكس ما فعلوه في الربعين السابقين، أي يبيعون الـ «بتكوين» ويشترون الذهب».

«بتكوين» والذهب

وتكهن تقرير «JPMorgan» أيضاً بأن المؤسسات ليست وحدها من يتخلى عن «بتكوين»، ولمح الاستراتيجيون إلى أن الاهتمام بشراء «بتكوين» بالتجزئة انخفض أيضاً، مشيرين إلى أنه سيكون هناك انخفاض متوقع في مشتريات العملة المشفرة بواسطة Square (SQ)، وهي شركة المدفوعات التي تسمح حاليًا للمستخدمين بشراء وبيع «بتكوين».

وأفاد موقع Coindesk بأن المعلومات من مصدر البيانات Messari، أظهرت أنه بينما تراجعت «بتكوين» بنسبة 40 في المئة في الـ 24 ساعة الماضية، عانت أكبر 10 عملات رقمية أخرى من خسائـــر أضخــــم، بمــــا في ذلـــك Ether وInternet computer Token وBinance Token وCardano وXRP.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن Dogecoin، أحدث عملة مشفرة مفضلة لدى إيلون ماسك، انخفضت أيضاً بنسبة 31 في المئة إلى 33 سنتاً أميركياً أمس الأول (بعد أن لمست قاعاً عند 22 سنتًا).

يذكر أنه تم اختراع «بتكوين»، أول عملة مشفرة في العالم، في عام 2008، ليتم إطلاقها عام 2009، وهي عملة رقمية لامركزية غير مرتبطة ببنك مركزي أو جهة مسؤولة واحدة، وبالتالي يمكن إرسالها من مستخدم إلى مستخدم دون وسطاء على شبكة «بتكوين».

على الصعيد الاسبوعي، تقلصت قيمة أكثر من 7000 عملة مشفرة تتبعها منصة CoinGecko بأكثر من 600 مليار دولار في الأسبوع الماضي، إلى 1.9 تريليون دولار، حيث تراجعت «بتكوين»، وهي أكبر عملة مشفرة، بنحو 11 في المئة أمس الأول إلى ما دون 40000 دولار.

والتقطت العملات المشفرة الأنفاس أمس، بعد خسائرها الحادة أمس، حيث تتداول فوق مستوى 40000 دولار، وتعود التراجعات العنيفة التي حدثت أخيراً إلى عدة أسباب، تبدأ من انتقاد التأثير البيئي الناتج عن استخدام «بتكوين» للطاقة من قبل المؤيد السابق للعملة المشفرة، إيلون ماسك، وصولاً إلى مخاطر الضغط التنظيمي من كل من أميركا والصين.

وكتب كبير محللي السوق في بورصة أواندا، جيفري هالي، في ملاحظة، أن مستوى 40000 دولار هو «مستوى محوري حاسم لعملة «بتكوين»، مشيراً إلى أن الانخفاض إلى ما دون مستوى 30000 دولار بقليل ليس مستبعداً».

وأدت الأخبار السلبية خلال الأسبوع الماضي إلى إضعاف المعنويات تجاه العملة المشفرة. وفي 12 مايو، قال ماسك إن شركة صناعة السيارات الكهربائية علقت شراء السيارات باستخدام «بتكوين»، مشيراً إلى المخاوف بشأن ما يسمى بعملية «التعدين» الحسابي، حيث تستخدم فيها أجهزة الكمبيوتر عالية الطاقة لحل الألغاز الرياضية المعقدة لتمكين المعاملات باستخدام «بتكوين».

وفي تصريحات جديدة لبنك الشعب الصيني، أعلن أن العملات المشفرة «لم ولن تستخدم كوسيلة للدفع، لأنها ليست عملات حقيقية»، مؤكداً أنه يجب على المؤسسات المالية وشركات المدفوعات عدم تسعير منتجاتها بالعملات المشفرة.

أعقب ذلك هبوط «بتكوين» إلى 30066 دولاراً، وهو أدنى مستوى لها منذ أواخر يناير قبل أن تتعافى فوق 35000 دولار. وشملت الخسائر عدداً كبيراً من العملات الرقمية، إذ تراجعت إيثيروم 15 في المئة، إلى 2960 دولاراً، و»بتكوين» كاش 16 في المئة، وكاردانو 15.

يأتي ذلك بعد أن تجاوزت قيمة العملات المشفرة تريليوني دولار لأول مرة في أوائل أبريل، حيث تضاعفت القيمة السوقية للأصول المشفرة في حوالي شهرين، وسط التفاؤل الذي أظهره المستثمرون المؤسسون مع إبداء مزيد من الاهتمام بالعملات المشفرة، فيما محى التراجع الأخير أكثر من 600 مليار دولار من هذه القيمة. (العربية. نت)

back to top