وجهة نظر: حرب صهيوماسونية جديدة
ما يحدث في فلسطين المحتلة هذه الأيام يضع الحقائق الواقعية أمام المواطن العربي بشكل مكشوف لا يستطيع الإعلام الشيطاني أن يخفيه، ولا تستطيع بعض الحكومات المتضررة أن تمنع بروزه أو تشوّه صورته، فيوماً بعد يوم يتضح كذب أسطورة الجيش الذي لا يهزم الإسرائيلية، والتي تكرست عبر الهزائم المتتالية للجيوش النظامية العربية في كل المعارك وبأيام معدودة فقط لكل معركة، دون السماح للعقل الشعبي العربي باستيعاب صدق الأسطورة من عدمه، والانتباه إلى أن هذه الجيوش شاركت في المعارك لتُهزم، وأن الجيش الصهيوني شارك منذ البداية لينتصر، سواء تمت النتائج بترتيب مسبق مع بعض الأطراف المهزومة، أو بتهيئة الأسباب والمناخ العام ليكون المنتصر منتصراً والمهزوم مهزوماً.ولذا فإن الإعلام الشيطاني حالياً لا يسمح بوضوح الرؤية لأن الوضوح يعرّي الأساطير السابقة والذين صنعوها أو شاركوا في صنعها، ويكشف حقائق لا يراد لها أن تنكشف، وهكذا يصبح الاعتداء الحالي على فلسطين المحتلة حرباً بين إسرائيل وحماس، دون أن يسمح هذا الإعلام للحقيقة بالوصول للعقل الشعبي العربي بشكل حقيقي ومتجرد، وهي أن الصهاينة معتدون مجرمون مدفوعون بمصالح القراصنة للتمدد على كل الجغرافيا العربية والاستيلاء على الثروات والقدرات مدعومون من الماسونية العالمية مقابل إنهاء الخصوصية الثقافية للمجتمعات العربية ونشر عولمة الغرائز وبوهيمية الإنسان والاستسلام للمصير المجهول.فمسألة زج الإعلام الشيطاني بأسماء معينة وجهات معينة، وربطها بمشروع مقاومة الشيطان بمعزل عن ثقافة أصيلة للمجتمعات العربية، يهدف إلى وضع الغشاوات على العيون ليصبح الشمال يميناً واليمين شمالاً والكذب صدقاً والصدق كذباً، فيضطر المواطن العربي إلى وضع يديه على رأسه من شدة الصداع والتشتت والعجز عن فهم ما يجري والاستسلام لما يملى عليه.
إن انتشار فكرة النصر المبني على التدمير أول أساليب تضليل المجتمعات العربية وإقناعها أن الجيش الصهيوني لا يُهزم وأنه لابد من القبول بالأمر الواقع، على الرغم من أن النشاط الكلاسيكي لأي حرب يكمن في قدرة الجيش المتمكن على ضرب الأهداف العسكرية لخصمه ومحاولة الخصم ضرب أي هدف يصل إليه سواء كان هذا الهدف مدنياً أو عسكرياً، كما أن النتيجة الطبيعية لأي حرب تتداعى في إملاء المنتصر شروطه على المهزوم، ولكننا في حروب السنوات الأخيرة لم نشاهد إلا عدواناً سادياً صهيونياً على المدن والقرى وقتلاً عشوائياً، ومجتمعات صامدة لا تستسلم أو تلين أو ترضخ لأسباب الهزيمة وإملاء الشروط كما هي طرق ونتائج كل الحروب. بإمكان هؤلاء الصهاينة أن يمارسوا جرائمهم كيف شاؤوا، وأن يبررها العالم المتواطئ كيف يريد، لكن المؤكد أننا كشعوب نرى ما يجري بطريقة مختلفة ونفهم الأحداث بغير ما يراد لنا أن نفهمها، ولن نقبل بمرور المشروع الماسوني الثقافي المبني على إلغاء المنظومة الأسرية والانحلال واستبدال الإرث الثقافي الخاص بآخر هجين مبني على الفوضى والمادة، وتحريك المجتمعات بطريقة آلية عبر غرف العمليات الإلكترونية في الدول الغربية.إن وقوفنا مع الحق الفلسطيني بوجه العدوان الصهيوماسوني ليس مجرد وقوف إلى جانب إخوة لنا مظلومين يسامون سوء العذاب لعقود طويلة، وإنما دفاع عن تراث ومعتقد وحاضر ومستقبل في معركة مصيرية بين نواميس الله وخطط الشيطان، ولن نكون أولياء للطاغوت مهما كانت المغريات أو الأخطار.