أولاً وأخيراً: فارس الدبلوماسية
أثبت الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح منذ تعيينه وزيراً للخارجية في 17 ديسمبر 2019 أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، فاستطاع أن يكسب احترام الجميع داخل الكويت وخارجها بشخصيته الهادئة ولسانه الحسن المنطق وفصاحته في الحوار، وقدرته على التعامل مع القضايا الحساسة في المنطقة، وتوضيح موقف الكويت وإيصال رسالتها بكل شفافية ووضوح. وقد لمع نجم الشيخ أحمد الناصر بشكل كبير من خلال دوره في حل الخلاف بين الأشقاء الخليجيين، فكان له مواقف وتحركات حثيثة للوصول إلى المصالحة الخليجية، وقام بـزيارات مكوكية رغم تفشي جائحة كورونا صنعت التوازن الخليجي والعربي، وضبطت إيقاع الحوار بين الأشقاء، وكانت مفتاح نجاح الوساطة الكويتية بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه. وأظهر وزير الخارجية مهاراته الدبلوماسية، ونجح في خلق التوازن والحياد الإيجابي والسياسة الناعمة بين الدولتين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وقطر، حيث أسهمت جهوده في نجاح الوساطة الكويتية، وأثمرت توقيع بيان العلا الذي يعد صفحة مشرفة في العلاقات الأخوية الخليجية ليثبت أنه نسخة مجددة من دبلوماسية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه.
ونثمن وقوفة أيضاً إلى جانب القضية الفلسطينية، والتأكيد على موقف الكويت وإدانتها الشديدة للجرائم والاعتداءات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في مدينة القدس واستنكاره كل المخططات الإسرائيلية الاستيطانية غير القانونية ومحاولاتها للاستيلاء على منازل وممتلكات الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، ومن جانب آخر نقدر دورة الإنساني الرائد والمتميز في مساندة الشعوب المنكوبة والمتضررة حول العالم وتبوء الكويت وجعلها في مكانة مرموقة على صعيد العمل الإنساني إقليمياً ودولياً والسير على خطى قائد الإنسانية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه.ونتيجة للدور الكبير الذي قام به استحق أن يمنحه سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الأولى تقديراً لجهوده المميزة وخدماته الجليلة في مجال عمله خدمة لبلاده وتنمية أواصر العلاقات التي تربط دولة الكويت بأشقائها في دول مجلس التعاون والدول العربية سعياً نحو توحيد الصف العربي. ويأتي حديثي اليوم عن الشيخ أحمد وسط مساندة ودعم كبير له من القيادة السياسية والشعب الكويتي الذي يرى فيه واجهة مشرفة للكويت وامتداداً للدبلوماسيين الكبار، وأنه يستحق الوقوف خلفه والشد من أزره لا مساءلته واستجوابه عن أمور هامشية لن يستفيد منها أحد، وتكون مضيعة للوقت بمكانة رجل يعمل بجد واجتهاد لبلده الكويت والوطن العربي أجمع، وحقق نجاحات في فترة زمنية وجيزة ومستقبله يبشر بخير كبير.