غداة اختتام الجولة الرابعة من المفاوضات الماراثونية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة أوروبية في فيينا، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه تم التوصل إلى "اتفاق أساسي" في محادثات فيينا، ولم يتبق سوى "قضايا ثانوية" من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقال روحاني، في تصريحات أمس، إن القوى الغربية وافقت على إلغاء العقوبات الرئيسية المفروضة على البلاد، من أجل إحياء العمل بالاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.

Ad

واعتبر روحاني، الذي يستعد لمغادرة منصبه بحلول أغسطس المقبل، أن مفاوضات فيينا تجاوزت العقبة الرئيسية، وباتت المباحثات تنصب على القضايا الجزئية والتفصيلية.

وأضاف الرئيس، المنتمي للتيار المعتدل، خلال تدشين مشاريع لوزارة النفط أمس: "لقد وافقوا على إلغاء العقوبات المفروضة على النفط والبتروكيماويات والشحن والتأمين والبنك المركزي. لقد اتخذنا الخطوة الرئيسية والكبيرة، وتم الاتفاق الرئيسي".

اقتراب ومطالبات

ويأتي ذلك في وقت نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مسؤول أوروبي بارز قوله، إن إيران والولايات المتحدة اقتربتا من التوصل لصيغة من أجل إحياء الاتفاق النووي، عشية انتهاء المهلة التي حددتها روسيا من أجل إبرام تفاهم نهائي اليوم، لتفادي الدخول في تعقيدات إيرانية داخلية قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو المقبل.

وتحدثت مصادر أمس عن مطالبة واشنطن بضمانات من أجل المضي قدما في محادثات فيينا، التي من المقرر أن تعقد جولتها الخامسة الأسبوع المقبل.

من جهته، قال مندوب روسيا في فيينا إنه "من الواضح أن محادثات الاتفاق النووي الإيراني لن تختتم في 21 مايو كما تمنى المشاركون، لكنها ستستمر حتى الوصول إلى نتيجة ناجحة".

في غضون ذلك، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الاتفاق مع إيران بشأن تفتيش مواقعها النووية "سار".

وأضافت أنها تتشاور مع السلطات الإيرانية حالياً "بشأن تنفيذ التفاهمات القائمة"، مؤكدةً أنها ستبلغ مجلس المحافظين بالتفاهمات مع إيران حول مراقبة مواقعها النووية.

وكانت الوكالة قد أبرمت مع إيران في فبراير الماضي اتفاقاً مؤقتاً حول تفتيش منشآتها النووية، تنقضي مدته الأسبوع المقبل، وسط تهديدات من البرلمان الإيراني الخاضع لهيمنة التيار المتشدد بإزالة كاميرات المراقبة ومحو سجلاتها في حال عدم رفع العقوبات.

تأكيد واستغلال

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الإيراني الخبر الذي كانت "الجريدة" قد نشرته منذ أسبوع عن أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد أعطى تعليمات جديدة للوفد الإيراني المفاوض بفيينا برفض عرض حمله رئيس الوفد عباس عراقجي، يتضمن تجزئة العقوبات التي فرضها ترامب. وفي كلمة، مساء أمس الأول، ذكر روحاني، أن التعليمات صدرت للوفد المفاوض من المرشد منذ بضعة أسابيع دون أن يعطي أي تفصيل عن ماهية التوجيهات.

وكانت "الجريدة" نشرت خبراً، في 3 مايو الجاري، نقلاً عن مصدر مطلع، يفيد بأن خامنئي تمسك بشرطه السابق القاضي بـ "رفع جميع العقوبات بشكل عملي، أو لا اتفاق"، لكنه قرر في إحالة تقرير عراقجي عن العرض الأميركي إلى اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي لمناقشته واتخاذ قرار بشأنه، مؤكداً أنه سيتبنى ويبارك أي قرار يخرج عن الاجتماع.

من جانب آخر، ذكر مصدر آخر مطلع على مجريات الأحداث في فيينا، أن الأميركيين والأوروبيين كانوا يهددون المفاوضين الإيرانيين ضمناً بأنه في حال لم تستغل الفرصة، التي يمنحها الغرب حالياً لإحياء الاتفاق المقيد لطموحات طهران الذرية، فإن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لن تتمكن من مواصلة الضغط على إسرائيل بهدف ثنيها عن مهاجمة وتدمير المنشآت النووية الإيرانية.

وأوضح المصدر لـ "الجريدة"، أن الضغوط الغربية الضمنية التي أشارت إلى العجز عن وقف الاعتداء الإسرائيلي المحتمل، تلاشى مع بدء تصاعد وتيرة التصعيد العسكري الدائر حالياً بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأشار إلى أن المعارك التي تخوضها الفصائل الفلسطينية المسلحة بصواريخ وخبرات إيرانية كان لها آثارها الإيجابية على المفاوضات النووية بفيينا.

طهران - فرزاد قاسمي