رحبت إثيوبيا، أمس، بتصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن الملء الثاني لبحيرة سد النهضة الإثيوبي المقرر في يوليو المقبل، لن يؤثر على المصالح المائية لمصر، التي أكد أن لديها القدرة على التعامل مع الموقف من خلال الإجراءات المائية المحكمة، بينما حاولت الدولة المصرية احتواء الانتقادات التي واجهها الوزير والتي وصلت إلى حد المطالبة بإقالته، بينما أثارت المقاربة الجديدة، التي قدمها الكثير من التكهنات، إذا ما كانت القاهرة قد قدمت تنازلاً من خلال تساهلها مع الملء الثاني الذي تتمسك به أديس أبابا، مع أو من دون اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان. ورجح مراقبون أن تكون التصريحات الأخيرة من المسؤولين المصريين بداية حملة لترويج التوجه المصري للتوقيع على اتفاقية جزئية تختص بالملء الثاني لبحيرة سد النهضة، بما في ذلك وجود ضمانات إثيوبية لتبادل المعلومات، وفقاً لمبادرة أميركية إفريقية، على أن يتم التفاوض حول مسألة الحصص المائية وطرق إدارة النهر بشكل منفصل خلال الأشهر المقبلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، أمس: «نرحب بتصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، حول عدم تأثر مصر بعملية الملء الثاني، وهو الموقف الذي كنا نؤكده سابقاً»، وشدد على أن مراحل ملء السد الإثيوبي لن تلحق أي ضرر بدولتي المصب، لافتاً إلى أن التصريحات المصرية إيجابية «وتصب في مصلحة البلدان الثلاثة».ورغم أن شكري عاد وأكد أن تصعيد مصر سيرتبط بوقوع ضرر على مصالحها المائية، أو في حال اتخاذ إثيوبيا إجراءات أحادية بشكل غير مسؤول، لكن ذلك لم يشفع له أمام سيل الهجوم الذي تعرض له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.لكن الغريب مشاركة عدد من السياسيين وكبار الخبراء في ملف نهر النيل، في الحملة، إذ رفض المرشح الرئاسي السابق، والقطب الناصري، حمدين صباحي، على صفحته على «فيسبوك» «الخطاب المتدني الضعيف البليد المهين الذي يخدم مصالح إثيوبيا ويهدر حقوق مصر».وعبر مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هاني رسلان، عن إحباطه، قائلاً: «قضي الأمر الذي فيه تستفيان.. لنا الله»، بينما اعتبرت مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام، أماني الطويل، أن مقاربة شكري تجبر مصر على القبول بـ «المخطط الدولي لتمرير حصة مياه لإسرائيل».وبدا واضحا أن القاهرة حاولت احتواء تأثير تصريحات شكري السلبي في الشارع المصري، فخرج رئيس مجلس النواب حنفي جبالي، أمس الأول ليؤكد خلال استقباله رئيس برلمان زيمبابوي بأن مصر ترفض سياسة فرض الأمر الواقع، وأية إجراءات أحادية خاصة بالملء الثاني للسد.بعدها قال وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي، في حديث تلفزيوني، إن «ملء سد النهضة يعتبر صدمة من الصدمات»، موضحاً أن «إثيوبيا تخطط لتخزين 13.5 مليار متر مكعب، لكن هناك أموراً فنية وتقنية تحول دون قدرتهم على الوصول إلى هذا الرقم».ولفت إلى أن «الملء الثاني قد يسبب مشكلة كبيرة للسودان ويمثل صدمة وخصوصاً لو هناك جفاف قوي، حيث إن السودان حدثت له ثلاث مشكلات في الملء الأول». وأشار إلى أن «هناك ثلاثة سيناريوهات مختلفة، والسيناريو الأسوأ أن يأتي الملء الثاني مع جفاف طبيعي أي كمية الأمطار تكون أقل من المتوسط وهو جفاف مضاعف يسبب مشكلة أكبر».
دوليات
إثيوبيا ترحب بتصريحات شكري عن «الملء الثاني»
21-05-2021