قال تقرير "الشال" الاقتصادي الأسبوعي ان من أهم مؤشرات نجاح أو فشل مواجهة جائحة كورونا، هو تطور أعداد جرعات التطعيم، ويبقى من ضمن المؤشرات المهمة أعداد الوفيات إلى المصابين وأعداد المصابين إلى المفحوصين.

وتشير الأرقام إلى تقدم مشكور في جهود التطعيم في الكويت، وذلك أمر يستحق الإشادة إلى جانب التعامل الراقي والمنظم للراغبين في التطعيم من قبل الفرق الصحية، الذي شمل أخيراً مقار المجمعات التجارية، حتى 31 يناير 2021 لم يتعد عدد الجرعات 70 ألفا، ارتفع الرقم إلى نحو 290 ألفا مع نهاية شهر فبراير، أي زاد بنحو 300 بالمئة، ثم بلغ نحو 630 ألفا مع نهاية مارس، تضاعف الرقم بعدها إلى نحو 1.2 مليون بحلول نهاية شهر أبريل، أي زاد عدد الجرعات بنحو 600 ألف في شهر واحد، وعدد جرعات اللقاح حتى تاريخ 18/5/2021 بلغ نحو 1.9 مليون.

Ad

وارتفع معدل الجرعات التي تم تلقيها يومياً من نحو 1.1 ألف في بداية حملة التطعيم في 25 /12/ 2020 حتى نهاية يناير 2021، إلى نحو 38 ألف جرعة في النصف الأول من الشهر الجاري، ووفقاً للمتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. عبدالله السند أنه تم تطعيم نحو 27 بالمئة من إجمالي عدد السكان حتى 29/ 04/ 2021، ورغم أنها ليست النسبة الأفضل، فإن الارتفاع الحاد في معدلات جرعات التطعيم اليومية هو من أفضل المؤشرات.

وبعد استبعاد الأطفال، وربما استبعاد نسبة أخرى من رافضي مبدأ التطعيم والتركيز على بلوغ نسبة التطعيم نحو 70 بالمئة من إجمالي السكان البالغ عددهم نحو 4.67 ملايين نسمة في نهاية عام 2020، ربما تبلغ الكويت قريباً مستوى الحصانة العالية من المرض، وإن استمرت معدلات التطعيم فوق الـ 30 ألف يومياً، فقد يحتاج إلى تطعيم نحو 2.75 مليون نسمة أخرى بين 4 و5 أشهر أخرى مأخوذاً في الاعتبار احتمال تناقص أعداد المطعمين لاحقاً.

تلك جهود تستحق الإشادة، والإشادة واجبة لكل القائمين على أعمال الوقاية، وكل القائمين على أعمال العلاج، ومن الواجب دائماً تمييز الأعمال الجيدة للصالح العام، ولا بدّ أن يبدأ جهد حقيقي لعودة مدروسة لحياة اقتصادية طبيعية، فالضرر الناتج عن تأخير العودة إليها لا يقل ضرراً عن تداعيات المرض، وذلك لن يتحقق ما لم يوكل الأمر إلى فريق رسمي مختص مساند للفريق الصحي.