التسامح الديني في بريطانيا
عندما كنت أتابع إحدى مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، توقفت المباراة فجأة دون أن ألاحظ أن هناك خطأً على أحد اللاعبين، ولم يكن هناك تبديل لأحد اللاعبين، فاستغربت من توقف المباراة، ولكن استغرابي تلاشى بعد أن سمعت معلق المباراة يقول إن الحكم أوقف المباراة ليسمح لبعض اللاعبين المسلمين الصائمين بالإفطار بعد أن غابت الشمس، فخرج أحد اللاعبين والمباراة متوقفة فأفطر برشفتي ماء وقطعة حلوى، وذلك استغرق عدة ثوان، وعاد بعدها إلى أرض الملعب واستؤنفت المباراة. هذا التصرف الحضاري من جانب الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم الذي أعطى لاعباً مسلماً صائماً فرصة ليؤدي أحد مناسك الإسلام، وهو الصوم، وأوقف المباراة من أجل هذا اللاعب، يدل دلالة واضحة على التسامح الديني في دولة كبرى مثل بريطانيا. الملاحظة الأخرى التي لفتت نظري عندما شاهدت شريط فيديو يظهر فيه المؤذن وهو على جسر لندن المشهور يؤذن لصلاة المغرب في شهر رمضان مستخدما المايكرفون، والناس تسير فوق الجسر مع مرور السيارات.
كل هذه الأمور الطيبة حدثت في دولة أغلبية شعبها غير مسلم، فتحية لدولة تحترم الإسلام وتقدر شعور المسلمين، وهذا هو التسامح الديني الحقيقي.*** الأعزاء الذين رحلوا عن دنيانا في الأسبوع الماضي رحل عن دنيانا الكثير من الأعزاء على قلوب ذويهم وأصدقائهم، فالعزاء لمن فقد عزيزاً وحبيباً وصديقاً، ومن هؤلاء الذين أعرفهم معرفة جيدة المرحوم الفاضل مشاري صالح النفيسي أبو عبدالله، وصالح وعبدالرزاق وبقية الأسرة الكريمة، عرفت هذا الرجل الفاضل عندما كنت صغير السن لأن هناك رابطة معرفة مع ابنه عبدالله عندما كنا ندرس في مدرسة الشامية المتوسطة. كان المرحوم رجلاً فاضلاً هادئ الطبع على خلق رفيع، وهو ينتمى إلى أسرة كريمة من رجال ونساء، وكان رحمه الله يأتي مع أبنائه إلى منزلنا في نهاية الأسبوع لأذهب معهم إلى السينما، وكان والدهم هو الذي يقود السيارة. مرت سنوات لم ألتق به، وكنت أسأل أبناءه الأفاضل عن أخباره حتى صادفته مرة في عزاء أحد من أسرتهم الفاضلة، وجلست معه بعد انتهاء العزاء وتذكرت الأيام الجميلة التي كان يأخذنا فيها مع أبنائه بالسيارة. رحم الله الفقيد مشاري صالح النفيسي بوعبدالله وأسكنه فسيح الجنان وأحر التعازي لأسرته الكريمة، "إنا لله وإنا إليه راجعون". الشخص الآخر الذي تلقيت خبر وفاته هو أخ وصديق وزميل عمل، السفير فيصل سليمان المخيزيم الذي تربطني به علاقة منذ منتصف الستينيات عندما تعرفت عليه في بريطانيا وكان في صيف إحدى سنين عملنا في وزارة الخارجية كدبلوماسيين. أخي فيصل، رحمه الله، كان على خلق قويم، ويتحلى بروح مرحة، هادئ الطبع، بوفاته خسرت أخاً وصديقاً عزيزاً، أسأل العلي القدير أن يرحمه ويسكنه الجنة، وعزائي الحار لأسرته الكريمة، "إنا لله وإنا إليه راجعون".