قبل شهر واحد من بدء إثيوبيا الملء الثاني لبحيرة سد النهضة، مع أو من دون اتفاق مع دولتي المصب، كما تتمسّك حكومة ابي أحمد في أديس ابابا، وصلت قوات وتجهيزات عسكرية مصرية إلى السودان، استعداداً لبدء التدريب العسكري المشترك "حماة النيل"، الذي يعد من أكبر التدريبات المشتركة بين البلدين في الآونة الأخيرة.

وأعلنت القوات المسلحة السودانية، أمس الأول، انتهاء الاستعدادات لانطلاق المناورات الأربعاء المقبل، والتي ستستمر 6 أيام.

Ad

عنوان المناورة المشتركة "حماة النيل" حمل رسالة واضحة من الجانبين المصري والسوداني، إذ يأتي في وقت يتحدث كبار المسؤولين الإثيوبيين عن نهر النيل باعتباره "بحيرة إثيوبية".

في المقابل، تناقل الإعلام الإثيوبي أخباراً عن وصول "عدد كبير من القوات المصرية الى السودان إلى جانب أرتال كبيرة من القوات البرية والمركبات التي وصلت بحراً". ونقلت مواقع وصفحات إثيوبية عن مصادر حكومية قولها إن "أديس ابابا تواجه محاولة تخويف مصرية- سودانية من خلال هذه المناورات"، مجدّدة تمسكها بالملء الثاني.

من جهته، قال وزير الري المصري السابق محمد نصر علام، لـ "الجريدة"، إن "المناورات العسكرية المصرية- السودانية رسالة بأنه إذا لم يكن هناك اتفاق شامل قبل الملء فسيكون هذا بمثابة إعلان حرب".

إلى ذلك، وبعد تعرّضه لانتقادات بسبب تصريحاته عن عدم تأثر بلاده سلباً بالملء الثاني، جدّد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأول، تأكيده أن مصر "لن تتهاون في المحافظة والدفاع عن حصتها المائية، ولن تقبل بأي أضرار تقع عليها في هذا الشأن، لكن نربط هذا بالضرر الذي يقع علينا".

من ناحية أخرى، كشفت مصادر محلية في ولاية القضارف شرق السودان، أمس، عن وجود حشود كبيرة للقوات الإثيوبية تقدّر بنحو 4 آلاف جندي مسلحين بآليات حربية ثقيلة وخفيفة، في مواقع عدة على الشريط الحدودي الشمالي الذي تقع ضمنه مناطق متنازع عليها بين البلدين.

وأكدت المصادر أن الحشود الإثيوبية تتمركز في منطقتي الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى الحدوديتين.

وأضافت أن الحشود الإثيوبية تحركت من داخل العمق الإثيوبي صوب مواقع قامت القوات السودانية باستردادها خلال الأيام الماضية.

وحسب المصادر المحلية، فإن التحركات العسكرية الإثيوبية على الحدود المتوتّرة بين البلدين تستهدف تأمين عمليات التحضير للموسم الزراعي للمزارعين الإثيوبيين بالمناطق الحدودية التي لم يستردها الجيش السوداني.

وبعد عملية عسكرية في نوفمبر الماضي، أعلن السودان أنه استعاد معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها ميليشيات إثيوبية، مؤكدا أنه نشر قواته في المناطق التي استعادها.

وعلى مدى أشهر، تراشق البلدان بالتصريحات، وأكد كل منهما تبعية المناطق الحدودية المتنازع عليها له، بيد أنهما استبعدا الدخول في حرب.

القاهرة- حسن حافظ