حوار كيميائي: حكومة تحارب الشباب وتعيّن منتهي الصلاحية
تتطور المجتمعات والدول بتجديد مؤسساتها، من خلال رفدها بدماء شبابية طموحة تحدث الفرق والتغيير والتطور، والدول المتقدمة تسعى إلى الاستفادة من طاقات شبابها، وتمكينهم من المناصب القيادية، بهدف تطوير مؤسساتها لما يحمله الشباب من فكر متقدم، ومن مواكبة لكل ما هو جديد، ومن طموح ورغبة في البناء والنجاح وإثبات الذات.أما الدول المتأخرة فهي غالباً هرمة من الداخل، يجلس على رأس المؤسسات فيها قياديون يتم اختيارهم عادة وفق محسوبيات ومحاصصات، وهو الأمر الذي يقتل الطموح لدى فئة الشباب ويشعرهم باليأس نتيجة الإقصاء وانعدام معايير الكفاءة. أو يتم اختيارهم وفق التقادم الوظيفي البيروقراطي، الذي غالباً ما يجعل المؤسسة بطيئة الحركة قليلة الإنجاز، مترهلة، وبذلك تترهل الدولة وتتراكم ملفاتها وتستعصي على الحل، وهو الحال عندنا في الكويت.لا يحتاج التطوير أحياناً إلى تقدم علمي كبير أو تطور تكنولوجي متعذر، بل يحتاج بداية إلى تجديد دماء المؤسسات، وتمكين الشباب الذي يستطيعون -بما وهبهم الله من طموح وتوقّد- أن يحققوا التقدم التكنولوجي، وأن يبحثوا عن كل جديد، وأن يضعوا الخطط ويواكبوا تنفيذها بهمة ونشاط، فقط نحتاج أن نعطيهم الفرصة، لا أن نحاربهم ونكسر طموحاتهم ونشيع فيهم اليأس.
طموح شبابنا مكسور، وخصوصاً الشباب المجتهدين، فهم يائسون من إمكانية تولي المناصب، التي يستحقونها، للنهوض بالبلد، وهم رغم جهدهم واجتهادهم وتمكّنهم العلمي والمعرفي يرون المناصب في المؤسسات كافة تذهب لمنتهي الصلاحية، من أولئك الذين ينظرون إلى كرسي المسؤولية على أنه امتياز وهبة، ومكان للراحة والوجاهة، وأداة للنفوذ الشخصي، والتعيينات الأخيرة التي اعتمدتها الحكومة أكبر دليل على ذلك، وهذه السياسة في اختيار القياديين هي الأكثر قتلاً لروح الشباب الكويتيين، وكأن الحكومة تحارب الشباب بدل أن تسعى لتمكينهم وإتاحة الفرصة لهم والاعتماد عليهم، كما أن هذه السياسة تعيق تطور البلد، خصوصاً باختيار من انتهى عمله وتمت تجربته سابقاً، وهي بذلك ليست سوى تكريس للفشل المؤسسي.أمام هذا النهج، ليس هناك ما يدعو إلى التفاؤل، وأمام هذا الأسلوب في إقصاء الشباب الكويتيين وعدم الاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم ليس هناك أملٌ في التقدم، فلا يمكن إسناد مؤسسات البلاد إلى أشخاص يتم اختيارهم بناء على معايير الولاءات، بعيداً عن معايير الكفاءات التي تحتاج إليها هذه المؤسسات، فما الرسالة التي ترسلها الحكومة لأصحاب الكفاءات من الشباب؟ وما الفائدة من اجتهاد هؤلاء ونجاحهم؟ وأي إحباط هذا الذي تشيعه مثل هذه السياسة في المجتمع ولدى الأجيال الشابة؟النتيجة الوحيدة لهذه التعيينات هو أن النهج الحكومي ثابت، من حيث سوء الإدارة، وعدم الحرص على تقدّم الكويت، وجرها من أزمة إلى أخرى، وتكريس الفشل وتعميمه بدل الخروج منه.*** «Catalyst» مادة حفّازة:تعيينات باراشوتية + أسماء مكررة = قتل طموح الشباب