نجح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في تجاوز أزمة كبرى، خلال جلسة مجلس النواب التي عقدت أمس وخصصت لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون، حول أزمة تشكيل الحكومة، والتي قال فيها إن الرئيس المكلف سعد الحريري عاجز عن إنجاز هذا الأمر.

ومن الواضح أن عون فشل في الوصول إلى النتيجة، التي يريدها من رسالته، فهو لم يتمكن من إحراج النواب باتخاذ موقف من تكليف الحريري أو الغرق في تفسير الدستور بشأن قواعد التكليف.

Ad

ولم تؤت رسالة رئيس الجمهورية، التي كانت هروباً إلى الأمام، ثمارها، وحالياً يفكر عون في 3 مسارات للتحرك؛ الأول ينص على إبقاء أزمة تشكيل الحكومة داخل المؤسسات، وتحديداً البرلمان، والثاني شن حملة سياسية لتحميل الحريري مسؤولية التعطيل، وأما الثالث فهو الردّ على دعم برّي للحريري في المجلس وتجنب التصويت على تفسير الدستور بخصوص التكليف، بالدعوة إلى طاولة حوار تناقش كل هذه الملفات.

وكان رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل طلب، في كلمته خلال الجلسة، الذهاب إلى حوار يبحث تشكيل الحكومة والإصلاحات الاقتصادية وتعديل النظام السياسي.

يذكر أن بري كان يفكر في مبادرة للدعوة إلى حوار كهذا، وقد عمل في الساعات الماضية على تحديد جدول أعمال لجلسة يحضرها رؤساء الكتل النيابية على هامش جلسة البرلمان، إلا أن الحريري رفض المشاركة، كما رفض عون وباسيل إعطاء هذه الورقة إلى بري مجدداً.

في المقابل، تؤكد مصادر الحريري، الذي قال خلال الجلسة إنه لن يشكل حكومة كما يريدها فريق عون، أنه ثابت على موقفه ولن يتراجع، وأنه ملتزم بكل كلمة قالها في المجلس، خصوصاً أنه حمل رئيس الجمهورية مسؤولية تعطيل الدستور والقفز فوقه وعرقلة الحياة السياسية في البلاد.

وترى تلك المصادر أن باسيل بدا ضعيفاً جداً في موقفه خلال الجلسة، خصوصاً أنه تحدث بنفَس العودة إلى لعبة تقاسم الحصص والمناصب والمكاسب، بخلاف القوى السياسية الأخرى، التي بدا أنها تبحث عن حلّ للأزمة التي تعيشها البلاد، وبدت على قدر من المسؤولية بعيداً من الحسابات الطائفية والمذهبية والمصلحية، التي تحدّث بها باسيل.

في المقابل، اعتبرت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية أن الحريري أخطأ في حساباته، حين اتهم عون بتجاوز الدستور، وسألت: «كيف يريد الحريري أن يشكل حكومة يوقع على مراسيمها رئيس للجمهورية متهم من قبله بأنه يعطل الدستور ويتجاوزه؟».

ويبدو أن عون سيأخذ هذا الموقف ليبني عليه حملة سياسية موجهة ضد الحريري، كما سيقول إنه كان بصدد الدعوة إلى طاولة حوار، لكن الحريري رفض المشاركة بذريعة أن رئيس الجمهورية يمثل طرفاً.

وبعد انتهاء الجلسة، عقد رئيس المجلس اجتماعاً ثنائياً مع الحريري وباسيل، حاول تبريد الأجواء بينهما، والعمل على تخفيف منسوب التوتر، ووضع صيغة يمكن من خلالها إيجاد نقاط وقواسم مشتركة لإعادة تفعيل حركة تشكيل الحكومة والوصول إلى حلّ، إلا أن مصادر سياسية بارزة تشير إلى أن ما بين الرجلين لم يعد قابلاً للوصول إلى أي حلّ، خصوصاً أن الحريري يتمسك بشرط تشكيل حكومة اختصاصيين، بينما أعاد باسيل طرح المحاصصة.

منير الربيع