تظهر مبادرات الهيدروجين، أن الإمارات العربية المتحدة على استعداد للبدء على نطاق صغير، في حين أن الرياض ومسقط تتقدمان في التنمية، إذ افتتحت المرافق الحكومية هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) وشركاؤها سيمنز للطاقة الألمانية وإكسبو 2020 دبي الأسبوع الماضي أول مشروع رائد للهيدروجين الأخضر في الإمارات في حديقة محمد بن راشد للطاقة الشمسية.

وسينتج مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP) الذي تبلغ تكلفته 50 مليون درهم إماراتي (14 مليون دولار أميركي)، وهو جزء من مبادرات البحث والتطوير الواسعة لهيئة كهرباء ومياه دبي، التي تهدف إلى دعم برنامج تخفيف الكربون في الإمارة، 20.5 كيلوغراماً في الساعة من الهيدروجين عند 1.25 ميغاوات من ذروة الطاقة.

Ad

وتم تطوير المنشأة بقدرات التحليل الكهربائي والتخزين وإعادة الكهربة ومن المتوقع أن تستوعب التطبيقات المستقبلية للوقود منخفض الكربون، بما في ذلك إمكانية التنقل والاستخدامات الصناعية.

ومن المتوقع أن يتم عرضه في معرض إكسبو 2020 دبي القادم، والذي يتميز بالاستدامة والتنقل من بين موضوعاته الرئيسية.

ويعد هذا المشروع الأول من سلسلة المشاريع الرائدة للهيدروجين الأخضر في جميع أنحاء المنطقة.

على هذا النحو، فهو يذكرنا بأول مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV) 10-13 ميغاوات في دبي، الذي تم الإعلان عنه في عام 2010. وتم منح العقد بقيمة 124 مليون درهم إماراتي في عام 2012 لشركة First Solar ومقرها الولايات المتحدة.

وتجدر الإشارة إلى أن تصميم مصنع تجريبي للهيدروجين الأخضر في مدينة مصدر بأبو ظبي، الذي ستبني بنيته التحتية الرئيسية من شركة سيمنز إنرجي وشركة ماروبيني اليابانية.

على صعيد متصل، أعلن كونسورتيوم من هونغ كونغ وعمان والكويت الأسبوع الماضي، خططاً لبناء مشروع وقود أخضر متعدد المراحل بقدرة 25 غيغاوات في الدقم، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المرحلة الأولية في غضون 10-11 عاماً.

فيما ينطلق مشروع هيليوس للوقود الأخضر في المملكة العربية السعودية بقيمة 5 مليارات دولار، وهو قيد التصميم الآن، في حين عينت مجموعة Acme الهندية مستشاراً مالياً لمصنع الأمونيا الخضراء المخطط بقيمة 2.5 مليار دولار في الدقم.

في حين البدء على نطاق صغير من المرجح أن يقلل من المخاطر، لاسيما في ضوء سلسلة القيمة المعقدة التي تنطوي عليها قطاعات المنبع والوسط والمصب للهيدروجين الأخضر، فإن المخططات واسعة النطاق - إذا نجحت - يمكن أن تثبت أنه لا توجد صيغة ثابتة واحدة في معالجة هذا الوليد صناعة.

ستلعب التطبيقات المختلفة للهيدروجين الأخضر - كوقود للنقل أو تبريد المباني أو كعامل اختزال في الصناعات التي يصعب تخفيفها مثل إنتاج الصلب - دوراً مهماً في هدف الإمارات لتقليل انبعاثات الكربون بنسبة 70 في المئة بحلول عام 2050.

والجدير بالذكر أن استراتيجية البداية الصغيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة تتناقض مع نهج الانفجار الكبير في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية فيما يتعلق ببناء قدرات الهيدروجين الخضراء.