عاد التوتر إلى محيط المسجد الأقصى، في القدس أمس، فيما بدا أنه رسالة إسرائيلية واضحة بعدم القبول بالربط بين القدس وقطاع غزة، بينما بدا أن التهدئة، التي تحققت في القطاع، وكانت مصر اللاعب الأول فيها، إضافة إلى جهود قطرية وأخرى أميركية، ولّدت دينامية جديدة في المنطقة التي تنتظر أول زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

Ad

مساعي مصر

وغداة بحثه مع عباس المستجدات المتعلقة بالتهدئة في القدس والضفة، وتنسيق إعادة إعمار غزة والموضوعات المتعلقة بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، عاد الوفد المصري إلى القطاع للمرة الثانية خلال 48 ساعة ليبحث مع قيادة «حماس» ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار والتصورات المقترحة لبدء إعادة إعمار القطاع.

والتقى الوفد خصوصاً رئيس حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار الذي كان مهدداً بالقتل خلال المواجهات التي استمرت 11 يوماً.

ووفق مصدر مطلع، فإن «حماس» تتمسك بمطالب وقف انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى وخطط تهجير سكان حي الشيخ جراح في شرق القدس، إضافة إلى إدخال تسهيلات جوهرية على حصار غزة.

وكشف وزير خارجية إسرائيل غابي أشكنازي أنه اتفق مع نظيره المصري سامح شكري على عقد لقاء قريباً.

وكتب أشكنازي في «تغريدة»: «شكرته على جهود مصر والتزامها بتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وأكدت له أن أي ترتيب مستقبلي يجب أن يشتمل على ضمانات تتعلق بقضايا الأمن ومبادئ السياسة، خاصة إعادة الاستقرار والسلام لسكان الجنوب، والتوقف عن تسليح حماس، والتزام إسرائيل بإعادة المواطنين الإسرائيليين المحتجزين بشكل غير قانوني من قبل المنظمة الإرهابية»، وفق تعبيره.

العراق على الخط

إلى ذلك، أعلنت وسائل إعلام عراقية أن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي توجه إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس. وفي حال تمت الزيارة فستكون حدثاً تاريخياً لأن الأعرجي أرفع مسؤول عراقي يزور الأراضي الفلسطينية ربما منذ استقلال العراق، وثانياً سيكون الأعرجي، وهو قيادي في «منظمة بدر» التي يتزعمها هادي العامري، أرفع مسؤول من القوى المتحالفة مع طهران يزور رام الله. ورغم الصلات الوثيقة بين طهران و»منظمة بدر» استطاع الأعرجي بناء علاقة بناءة ووثيقة مع السعودية عندما كان وزيراً للداخلية.

وفي وقت لاحق، علمت «الجريدة» أن الأعرجي أجّل زيارته في اللحظات الأخيرة بعد أن تبين أن أحد مرافقيه في الطائرة مصاب بكورونا. ونقلت تقارير عراقية عن مصادر أن التأجيل حدث لأسباب فنية.

وتزامن ذلك، مع وصول وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية للقاء رؤساء الجمهورية برهم صالح والوزراء مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي، قبل أن يعقد مؤتمراً صحافياً مع نظيره العراقي فؤاد حسين.

وكان المالكي زار في وقت سابق العاصمة الأردنية، حيث أجرى مشاورات مع وزير الخارجية أيمن الصفدي.

وأكد الصفدي والمالكي أن «التصعيد الخطير بالقدس وباقي الأراضي المحتلة والعدوان على غزة أكدا استحالة استمرار غياب آفاق زوال الاحتلال، وأن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع وأن المنطقة لن تنعم بالسلام العادل من دون حلها».

الإمارات وقطر

وفي تطور جديد، أجرى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رحب خلاله بوقف إطلاق النار في غزة، وعبر عن دعمه لجهوده الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وإذ أثنى على جهود السيسي ودوره الإنساني للتهدئة وحقن دماء المدنيين الأبرياء، شدد بن زايد على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود خاصة من قبل القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكداً استعداده للعمل مع جميع الأطراف للحفاظ على وقف إطلاق النار واستكشاف مسارات جديدة لخفض التصعيد وتحقيق السلام.

وفي الدوحة، التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري والأعضاء موسى أبومرزوق ومحمد نزال وحسام بدران وعزت الرشق، وتباحثوا بآخر تطورات الأوضاع والجهود الساعية لإعادة الإعمار في غزة.

وجدد أمير قطر مواصلة دعمه لفلسطين وقضيتها العادلة وأهمية وحدة الصف لنيل حقوقها المشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

الأموال وإعادة الإعمار

وبانتظار زيارة بلينكن إلى المنطقة، التي تشكل إعادة إعمار غزة أحد أبرز عناوينها، أوصى رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي المستوى السياسي بفرض تغيير في مسار إدخال الأموال القطرية إلى «حماس»، لتصبح عبر السلطة الفلسطينية عن طريق نظام خاص ينقله للمواطنين مباشرة.

اقتحام الأقصى

وفي أوج التحركات المصرية والأميركية لتثبيت وقف إطلاق النار بغزة، اقتحم مستوطنون يهود، أمس، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، الذي يسيطر الاحتلال على مفاتيحه منذ عام 1967، وقاموا بجولات استفزازية وأداء طقوسهم التلمودية بحماية تامة من الشرطة، التي أخرجت المقدسيين الموجودين بالساحة واعتقلت خمسة بينهم أحد حراسه وموظف في الأوقاف الإسلامية.

وفي حين رافقت قوات الاحتلال المستوطنين و«جماعات الهيكل» واتحاد «منظمات المعبد» وفرضت إجراءات مشددة في محيط المسجد وعلى أبوابه ومنعت دخول الشبان المقدسيين من دخوله، توالت الدعوات للفلسطينيين لشد الرحال مجدداً لباحات المسجد الأقصى المبارك، وعدم ترك الاحتلال ومستوطنيه يستفردون به وتنفيذ مخططاته التصفوية.

وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية من مغبة العودة إلى مربع التصعيد والتوتر، من خلال عودة اقتحامات المستوطنين للحرم القدسي، واستمرار حصار حي الشيخ جراح، وسياسة الاعتقالات المستمرة، محملاً رئيسها بنيامين نتنياهو مسؤولية تخريب جهود مصر وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار مع حركة «حماس».

المربع الأول

وفيما طالبت الرئاسة الفلسطينية «الإدارة الأميركية بالتدخل السريع لمنع سياسة الاستفزازات والتصعيد»، وصفت وزارة الخارجية استمرار اقتحام المستوطنين لباحات المسجد أنه استخفاف واستهتار بجهود تثبيت التهدئة، معتبرة أن إسرائيل تتعمد تكريس اقتحامات الأقصى والتضييق على الشيخ جراح عشية زيارة بلينكن.

وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال حملة الاعتقالات في القدس ورام الله والبيرة ونابلس وجنين. وبحسب نادي الأسير طالت الاعتقالات أسرى محررين ونائباً في المجلس التشريعي وأمين سر حركة فتح في المدينة المقدسة وعشرات الناشطين.

رفع علم «الحرس الثوري» في تظاهرات لندن

نشرت وكالتا تسنيم ومهر الإيرانيتان، مقاطع ​فيديو​ لمتظاهرين في لندن يحملون علم ​الحرس الثوري الإيراني​، أثناء ​احتجاجات​ للتضامن مع ​فلسطين​.

وتظاهر، أمس الأول، الآلاف في لندن ومدن بريطانية أخرى، دعماً للفلسطينيين، واحتجاجاً على الضربات الجوية الإسرائيلية على ​قطاع غزة​ خلال القتال مع حركة ​حماس.