كشف مصدر مقرب من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، المرشح القوي للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو، أن الأخير كتب رسالة خاصة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، أورد فيها بالتفصيل بعض المعلومات الخاصة عن شخصيات مقربة من المرشد يتهمها الرئيس السابق بالتنافس على وراثة خامنئي، بل و«يدفنونه وهو حي».وصرح المصدر، لـ«الجريدة»، بأن نجاد قال في رسالته إنه لن يطلب من خامنئي إجبار مجلس «صيانة الدستور» على تأييد ترشحه للانتخابات الرئاسية، لأنه يعتبر أنه يقوم بأداء واجبه تجاه النظام والبلاد، لأن الطريق الذي يسلكه المقربون من المرشد سوف يؤدي إلى خسارة الجمهورية الإسلامية دعم الناس، وهو ما سيقود إلى انهيار كل المنظومة السياسية.
وقال إن نجاد شرح في رسالته الوضع الداخلي، وأشار إلى أن 70% من الإيرانيين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، في وقت تنعم الشخصيات المسيطرة على أركان الدولة وأسرهم بحياة مرفهة، خلافاً لشعارات الثورة والنظام التي تطالبهم بالزهد. وأضاف أن نجاد كشف عن مستندات تدين بعض المقربين من خامنئي وبعض المرشحين لانتخابات الرئاسة، تُظهر أن لديهم عدة هويات مزيفة وقصوراً خارج البلاد وحسابات أجنبية بملايين الدولارات «ويحضّرون أنفسهم لكي يحلقوا ذقونهم ويهربوا من البلاد بمجرد انهيار النظام».وذكر أن نجاد بيّن للمرشد أن «الشعب لم يعد يتحمل الوضع، وأي شرارة يمكن أن تفجر الساحة، ولن يكون باستطاعة الأجهزة الأمنية السيطرة على الأمر، لأن عدداً كبيراً من عناصرها منزعجون من تردي المعيشة».وأشار الرئيس الشعبوي السابق إلى أنه أجرى جولات بعدة مناطق، واصفاً «الظلم المستشري باسم النظام والإسلام» بأنه «لا يمكن وصفه»، ومحذراً من أن الناس باتوا في حالة احتقان ويعادون الثورة والدين.ولفت المصدر إلى أن نجاد انتقد بشدة وضع الأقليات الدينية مثل السنة والأكراد والعرب والبلوش، معتبراً أن سياسات حكومة الرئيس حسن روحاني تدفعهم للتعاون مع أعداء النظام. وحذر نجاد المرشد من اتباع سياسات الرئيس السوري بشار الأسد، التي «تجر البلاد إلى وضع مشابه لما شهده البلد العربي»، داعياً النظام إلى التصرف على أساس أن إيران دولة في المجتمع الدولي يجب أن تخضع للمعايير الدولية ولا تكون رهينة بعض الشخصيات، التي تستغل شعارات الثورة لأطماعها الخاصة، وتجر البلاد إلى الهاوية.وفي وقت سابق، تحدث نجاد عبر تطبيق «كلوب هاوس»، خلال اجتماع شارك فيه نحو 100 ألف شخص بينهم معارضون ونشطاء بالخارج، مساء أمس الأول، عن رأيه في «نظام ولاية الفقيه»، قائلاً: «إذا أراد الناس تغيير أي جزء من الدستور، فإن إرادة الشعب هي الأساس، وولاية الفقيه يجب أن تكون أيضاً رمزاً ومظهراً من مظاهر الإرادة العامة». وتجاذب نجاد الحديث مع مشاركين من المعارضة، بينهم نجل منافسه بانتخابات 2009 مهدي كروبي وابن نائب الخميني حسين علي منتظري، وقال إنه تعلم دروساً كثيرة، خلال سنوات حكمه الماضية، ووعد بتشكيل حكومة تضم جميع أطياف الشعب حتى المعارضة، في حال السماح له بخوض الانتخابات والفوز بها، ودافع عن حقوق الأقليات، بمن في ذلك البهائيون.
أخبار الأولى
نجاد لخامنئي: مقربون منك يدفنونك حياً
24-05-2021