وصف السفير الأردني لدى الكويت صقر أبوشتال العلاقات الثنائية بين المملكة والكويت بأنها "نموذج متميز يُحتذى في العلاقات العربية"، معتبراً أنه "كان هناك تنسيق تام في الرؤى خلال أحداث غزة الاخيرة".

وأوضح أبوشتال خلال لقاء مع الصحافيين في منزله عشية العيد الـ 75 لاستقلال المملكة والذي يتزامن مع مئوية تأسيس الدولة الأردنية أن الكويت هي الأولى عربياً والثانية عالمياً بعد فرنسا من حيث الاستثمارات في المملكة، مشيرا الى أن حجم الاستثمارات الكويتية في الأردن يقارب الـ 18 مليار دولار، وأنها تتنوع بين العقارات والسياحة والصناعات والاتصالات والمواد الغذائية، مشدّداً على أن أكبر تملّك عقاري في الأردن للأجانب يعود للكويتيين، بسبب الأمن والاستقرار اللذين تتمتّع بهما المملكة.

Ad

التعاون التجاري

وفيما يتعلّق بالتعاون التجاري بين البلدين، أوضح أنه "بحكم قرب الكويت من الأردن، وصل حجم التجارة الى نحو 284 مليون دولار في 2019 لمصلحة الأردن. وتتركز صادرات الأردن على الخضراوات والفواكه والمواشي وبعض الصناعات، ولكن بسبب أزمة كورونا، تراجع هذا الرقم بالطبع، بسبب اغلاق الحدود البرية والجوية، ولكن رغم هذا الاقفال، صدر أمر ملكي بأن نقسم منتجاتنا بيننا وبين الكويت، وقال لي وزير الصناعة والتجارة الأردني، إن لدينا أوامر عليا ومشدّدة، وخصوصاً في موضوع الكمامات والمطهرات، من منطلق: اذا أخوك احتاجك فلبي حاجته، فأقمنا جسراً بريّاً لادخال هذه المواد".

وقال أبوشتال: أود أن أشكر دولة الكويت ممثلة بوزارة الخارجية التي أمنّت لأعضاء السفارة ولجميع اعضاء السلك الدبلوماسي في الكويت التطعيم، وبوزارة الصحة ومسؤوليها والعاملين فيها على تعاملهم الراقي مع الاعداد الكبيرة من المواطنين والمقيمين الذين تم تطعيمهم ومن دون استثناء في أرض المعارض بمشرف، حيث كانت الأمور سلسة للغاية ولم يكن هناك أي تأخير رغم الأعداد الهائلة من المراجعين.

الموسم السياحي

وعن أعداد السياح الكويتيين قبل أزمة "كورونا"، ذكر السفير أن العدد وصل الى 100 ألف سائح، متوقّعاً زيادة هذا الرقم بعد عودة الحياة الى طبيعتها مجدّداً.

وفيما يتعلّق بالموسم السياحي قال إن "أبواب الأردن، مفتوحة على مصراعيها للجميع، وخصوصاً المثلث الذهبي (العقبة ووادي رم والبتراء) فهناك إجراءات بسيطة للراغبين في القدوم الى الأردن والتي تتمثل بإبراز شهادة التطعيم لأي سائح، من دون فرض أي حجر صحي على أحد. وقبل شهر، وصلت الى الأردن 12 طائرة من السياح الأوروبيين".

وبخصوص العلاقات الثنائية بين البلدين، قال أبوشتال: نحتفل هذه السنة بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الأردنية ـــ الكويتية. وتُعتبر هذه العلاقات نموذجاً متميزاً يُحتذى به في العلاقات العربية لامتدادها التاريخي، وهناك تطلعات مشتركة لمستقبل المنطقة، وتطابق في المواقف السياسية والاقتصادية.

وأوضح السفير ان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي بدأت عام 1961، قائمة على مبدأ احترام الدول وسيادتها واستقرارها والسعي نحو السلام العالمي وتقديم المساعدة للأشقاء والأصدقاء.

وفيما يتعلّق بأحداث قطاع غزة الأخيرة والاتصالات التي تمّت بين المملكة والكويت، قال أبوشتال: قبل العدوان الاسرائيلي على غزة، كان الملك عبدالله يتحدّث شخصياً عن أحداث حي الشيخ جرّاح، وكانت هناك رسائل وزيارات مكثّفة وشبه يومية، مع الدول الفاعلة ومن ضمنها الكويت التي لها دور مميز عن بقية الدول، كونها أعلنت أنها ستكون آخر دولة تطبّع مع اسرائيل، وأكدت أنها تقبل فقط بما يرضى به الفلسطينيون، فكان هناك توافق وتنسيق تام في الرؤى بهذا الاتجاه، بمعنى أننا جميعنا فلسطينيون من أجل فلسطين، لذلك كان هناك تفاهم وتنسيق تام بين وزيري خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد والأردن أيمن الصفدي.

وختم أبوشتال حديثه متوجّهاً الى أبناء الجالية الأردنية في الكويت والتي يبلغ عددها نحو 62 ألفاً بالقول: أنا محظوظ بوجود هذه الجالية، وهناك مجموعة كبيرة رفعت رأس المملكة خلال أزمة كورونا، إذ كانت من أوائل الفرق المتطوعة، وهذا كله لأنهم يردّون بعضاً من جميل الكويت عليهم، لأن الكويت لم تقدّم لهم خلال وجودهم على أرضها الا كل الخير.

الطلبة الكويتيون والمعلمون العالقون

حول أوضاع الطلبة الكويتيين في بلده، أكد السفير الاردني أنه «لا يزال هناك 4200 طالب كويتي في الجامعات الأردنية، وأمورهم ميسّرة للغاية»، وأوضح أن «هناك 800 طالب يتخصّصون في الطب العام وطب الاسنان»، مشيراً إلى أن الكويت تعترف حالياً بـ 5 جامعات أردنية من التي حققت المعايير الكويتية والدولية.

وقال أبوشتال: معظم الأهالي الكويتيين يزورون أبناءهم وبناتهم الطلبة في الأردن، مؤكّداً أن الطلاب الكويتيين بإمكانهم تلقّي اللقاح بمجرّد تسجيل الطالب اسمه على المنصة.

ورداً على سؤال عما اذا كان هناك اتفاق مع السلطات الكويتية فيما يتعلّق بجلب معلمين من الأردن في الفترة المقبلة، وخصوصاً في بعض التخصصات مثل الرياضيات والفيزياء، أجاب: لا يوجد أي اعلان رسمي، ولكن نعمل حالياً على إعادة العالقين منذ فبراير الماضي، ولكننا نحترم قرار الكويت السيادي في هذا الأمر، وقد وعدنا بإعادة طلاب التوجيهي في المرحلة الثانوية، وفي حال تعذّرت عودتهم، نأمل أن يحصلوا على دورة تكميلية.

ربيع كلاس