ما هذا الذي يجري في عالمنا؟!
هناك مثل كويتي يقول "إن طاعك الزمان، والا طيعه"... وطاعة الإنسان للأحداث التي تحيط به متفاوتة، فطاعة الالتزام بتعاليم الكورونا مثلاً، النابعة من النظرة إلى الأزمة على أنها مؤقتة وستنتهي يوماً ما، رغم ما تمثله من خطرٍ على المجتمع، تخفف من خطورتها، ولكن هناك أحداثاً - مُزمنة - محلية، وإقليمية، وعالمية، تحيط بالإنسان، حيث تفرض عليه الحياة الاستسلام لها بالطاعة رغم أنفه، ورغم ما تمثله من مخاطر كارثية.• فعلى الصعيد المحلي - الكويتي - فإن هذا البلد الجميل، يمر بأحرج الظروف في تاريخه المعاصر، إذ لم يحدث قط أن واجهت الكويت تحديات، وأزمات، بمثل هذا التكاثف غير المسبوق أبداً في بنيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.• سياسياً: هناك أزمة ثقة كبيرة بين غالبية المواطنين وحكومتهم، وكذلك اهتزت ثقة الإنسان الكويتي بأداء البرلمان، بسبب المزايدات بين النواب، وانعدام مصداقيتهم.
• اقتصادياً: هناك مخاوف من انهيار مصادر تمويل معيشة الإنسان في الكويت، وهذا ما يلوّح به مسؤولون كبار في الدولة بين حينٍ وآخر.• اجتماعياً: أصبحت مفردة "الفساد" هي السائدة في معظم قطاعات الدولة، وغدت المحاكم تعج بمحاكماتٍ للمسؤولين الذين لم يتورعوا عن سرقة المال العام، وفيهم من يحتلون مناصب رفيعة، ويحملون أسماء أسرٍ كريمة، لم يكن متوقعاً منهم أن يفعلوا، ما فعلوه - للأسف -.***• إقليمياً: فإن العالم المحيط بنا يغلي بأحداثٍ لا تبعث على الطمأنينة من أن يصيب "طشاشها" المنطقة برمتها، حتى بات الإنسان لا يأمن من تفاقماتها التي تتزايد يوماً بعد آخر؛ فالحروب المستعرة، والمناوشات السياسية التي تنطلق من هنا وهناك، كلها تُنذر بالتوتر والقلق الذي لا نرى بصيص أملٍ لنهايته، منذ عقود من الزمن، فضلاً عن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في قدسنا الشريف، في وقت تمارس جامعة الدول العربية عادتها المحببة في بيانات الشجب والتعبير عن قلقها!***• أما على الصعيد العالمي، فهناك الصراع الأميركي، الصيني، الروسي، الأوروبي... حيث نتلقى كل يوم من تصريحات قادة هذه الدول ما يجعل الحياة مقبلة على الكثير من البؤس والشقاء.وإزاء كل هذا الذي نعيشه في هذه الحقبة من الزمن لا نملك غير الطاعة لكل ما ينزله الزمن علينا.*** وبما أنني أكتب هذا المقال من الحرمين الشريفين، في هذا الوقت الذي سادت فيه روح التشاؤم، فلابد لي أن أتفاءل قليلاً لمظاهرٍ جديدة شهدتها المنطقة مؤخراً.- تحرك تركيا المسالم اليوم لإزالة خلافات الأمس مع الأشقاء في الدين.- تحرك بغداد لجمع المملكة العربية السعودية للتحاور مع إيران.- تحرك سلطنة عمان لاجتماع وزير خارجية المملكة العربية السعودية مع المبعوث الأميركي لليمن.- تحرك السعودية نحو إرسال مبعوث إلى سورية لعودة العلاقات الطبيعية.لعل كل هذه التحركات تُسفر عن نتائج إيجابية تريح المنطقة من التوتر والقلق الذي طال أمده!