بعد أن كسب د. عبيد الوسمي الانتخابات في دائرة ليست دائرته، وحقق انتصاراً غير مسبوق في عدد الأصوات، التي كسبها من كل الكويتيين، حين تجاوز المصوتون بوعيهم هوياتهم الطائفية والقبلية، ماذا ستفعل الحكومة؟! وكيف ستتصرف بعد أن أصبحت كالمستجير من الرمضاء بالنار؟ انتهت من صداع الداهوم وإسقاط عضويته وقفز بوجهها الوسمي بكابوس مرعب!

كثير من الذين صوتوا للنائب عبيد يقولون في "تويتر" إنهم يريدون إيصال رسالة واضحة للحكومة بأنه لم تعد لدينا ثقة بك، شبعنا وهلكنا من قضايا الفساد التي لمت الكبير قبل الصغير، ملينا من نهجكم المريض في التعيينات السيئة في المراكز القيادية "البراشوتية"، كما يسميها المعارضون، بينما هي تعيينات وساطات واسترضاءات سياسية لجماعات إن حبتك عيني ما ضامك الدهر، تأخذون من معين واحد أكل عليه الدهر وشرب، لتعيدوا تركيزهم في مراكز عليا وكأنه ليس في البلد غير هؤلاء، وكأنه لا يوجد شباب من الجنسين من أفضل الكفاءات تم إهمالهم لأنهم ليسوا من الحفنة المرضي عنها تاريخياً.

Ad

الذين صوتوا لعبيد كانوا يقولون للحكومة: تعبنا معك يا حكومة صفية، ونحن يقتلنا القلق من حاضر زائل ومستقبل مخيف، نحن لم نختر رئيسك ولا بقية وزرائك، ومع ذلك تفرضونهم علينا مع جماعاتكم... حتى نعيد الأسطوانة القديمة كل مرة... وكم مللنا ترديدها وسماعها.

الحكومة، أي السلطة الواحدة، تعرف القراءة والكتابة جيداً، وتدرك عبارة "مع حمد قلم"، وهي تفهم أن الوسمي سيزيد من صداعها لقوة خطابه العام، وقدرته على الإقناع والتحريض اللازمين لهز أوهام الكثيرين، لكنه في النهاية حاله من حال غيره من نواب مجتهدين ومخلصين، فهو لا يملك مصباح علاء الدين ولا خاتم سليمان، بسبب عدد من مواد الدستور "المشيخية" التي ليس لها علاقة بالديمقراطية الصحيحة، لا من قريب ولا من بعيد، لذلك ستستمر السلطة على نهج "ترى احنا ما نتغير ويا رب لا تغير علينا".

ستظل السلطة على حالها حتى آخر نقطة بترول تنضح من الأرض، أو حتى يباع البرميل بسعر الماء الصليبي... هم لا يقتنعون بالأحداث السياسية، مثل انتخاب د. الوسمي أو غيره، تهزهم فقط الكوارث الكبرى مثل الاحتلال العراقي، وحتى بهذه لا تمضي فترة طويلة من زوالها ثم تعود حليمة لعادتها القديمة... ما العمل مع دولة حليمة؟!

حسن العيسى