كيف نفهم الانتخابات التكميلية؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
فمنذ أن بدأ العمل بالنظام الدستوري عام 1962، بدأت الأزمات، ولم يكن هناك زمن سياسي جميل، كما نتوهّم.ربما كان هناك زمن جميل بالفن أو بالرياضة أو بالثقافة، أما في السياسة فلم نعش إلا بأزمات، بدءاً من أزمة المادة 131 سنة 196٤، ثم استقالة نواب احتجاجاً على القوانين غير الدستورية سنة 1965، ثم حلّ المجلس البلدي وتبديد أموال التثمين في 1966، فالتلاعب بالانتخابات وشبهات تزويرها في 1967، واستقالة نواب احتجاجاً على ذلك، ثم بيان حزيران (يونيو) 1970، ثم حلّ المجلس وتعليق الدستور دون مبرر في 1976، وتشكيل لجنة تنقيح الدستور في 1980، ثم تغيير الدوائر الانتخابية من 10 إلى 25 دائرة، ثم تقديم مشروع تنقيح الدستور، ناهيك بأزمة المناخ، التي كان الاستهتار في حلّها مؤشراً إلى عمق الأزمة السياسية، فأزمة المناخ في جوهرها سياسية لا اقتصادية، ثم حلّ وتعليق الدستور وفرض الرقابة المسبقة على الصحافة في 1986، والتوجه إلى السلطة المطلقة، ثم الحراك الشعبي؛ الحركة الدستورية الشهيرة بديوانيات الاثنين، ثم الغزو العراقي للكويت، ومن ذلك الحين تم حلّ المجلس عدة مرات. كان الرقم 31 دائماً عنصراً فاعلاً في الحركة السياسية، ويبدو أن ذلك الرقم مستمر في فعاليته، ولكن لذلك حديث آخر. ميزان القوى لدينا مائل باتجاه الحكومة كما "الكتويل"، اتجاه واحد للريح، ولدى السلطة زمام المبادرة، فهي مَن يملك القوة، لكنّها تفعل العكس دائماً. أما الناس، أو شخصيات المعارضة، سواء الصادق منهم أو غير الصادق منهم، فلا يملكون إلا الشارع، ويبدو أن الحكومة غير قادرة على الوصول إلى الشارع.