ليس هناك طبيب واحد لا يشجع مرضاه على التريض والرياضة...

وليس هناك مَن ينكر أن للرياضة فوائد جمة، كما أن رياضة المشي في الكويت أصبحت شائعة...

Ad

والفضل في وجود ممشى في كل مناطق الكويت يعود للدكتور الفاضل عبدالرحمن المحيلان، عندما كان وزيراً للصحة، وبحُكم تخصصه في فسيولوجيا النشاط البدني زاد الوعي بأهمية الحركة والنشاط والتغذية السليمة...

ولكن كما هي العادة، يأتي فجأة مجموعة من العلماء، ويدرسون أية ظاهرة بعمق، وبالمزيد من التفاصيل وبدقة متناهية... دراستهم انتهت بالتحذير من الرياضة خارج حدود الاعتدال...

فمن يتكلم أنه يمارس رياضة المشي أو الركض أو السباحة لعدة كيلومترات يومياً، وأنه يتمتع بصحة جيدة وراحة نفسية نتيجة لذلك النشاط... المفاجأة التي أتت حديثاً هي أن الرياضة المعتدلة لها فوائد جمة، ولكن الزيادة في ذلك النشاط تنعكس سلباً على الصحة العامة، وقد تؤدي إلى أمراض غير متوقعة...

مايكل فولكهارت (Michael Fulhart) وفيليب لارسن (Filip Larsen) من كلية الرياضة والصحة العامة في ستوكهولم بالسويد أجريا تجربة على متطوعين، وفحصا عينات من عضلاتهم (muscle biopsies)، وفي هذه التجربة وجدا أن المجموعة التي تعودت على النشاط الزائد مع المجموعة التي تعودت على النشاط المعتدل تعاني خللاً في عملية تنظيم مستويات السكر على مستوى الخلية في الدم، لأن المجموعتين تناولوا كوباً من الماء الغني بالسكر، وبعد فترة التدريب تمت مراقبة السكر في الدم، وأيضاً في الخلايا العضلية، مع فحص كامل لخلايا العضلات.

وتم نشر هذا البحث في المجلة العلمية الرائدة (cell metabolism)، حيث بينوا أن مصنع الطاقة في كل خلية، المسمى مايتوكوندريا (mitochondria)، يصيبه نوع من الخمول يؤدي إلى الخلل في تنظيم السكر بالخلايا، وكذلك في الجسم.

ما معناه أن الرياضة العادية المعتدلة مفيدة بلاشك، إلا أن الرياضة التي تزيد على الحد المعقول قد تسبب أضراراً منها داء السكري.

عموماً مع وضع اعتبار لعوامل أخرى، مثل السن ونوعية الغذاء والمناخ، ليس هناك ضرر من الاعتدال في الرياضة، بل هناك فوائد، ولكن عدم الحماس في زيادة النشاط البدني، لأنه ضار في بعض الأحيان، ويسبب خللاً في تنظيم السكر...

والمثل يقول: "الشي لازاد عن حدّه انقلب ضده".