ندّد الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء، بعد إدلائه بصوته في مدينة دوما قرب دمشق، بالانتقادات الغربية الأخيرة المشكّكة في نزاهة الانتخابات الرئاسية التي تشهدها بلاده، معتبراً أن قيمتها «صفر».وكان وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا اعتبروا في بيان مشترك الثلاثاء أن الانتخابات الرئاسية «لن تكون حرة ولا نزيهة»، وحضوا المجتمع الدولي على أن «يرفض من دون لبس هذه المحاولة من نظام الأسد ليكتسب مجدداً الشرعية».
أدلى الأسد ترافقه زوجته أسماء قبل ظهر الأربعاء بصوتيهما في مدينة دوما، التي كانت تعد من أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، قبل طردها منها ربيع العام 2018.وعلى وقع هتافات تأييد من المحيطين به أبرزها «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، انتقد الأسد في تصريحات لصحافيين المواقف الصادرة مؤخراً «من دول غربية معظمها ذات تاريخ استعماري.. تعلّق على الانتخابات وتعطي تقييماً لها وتحدد شرعيتها وعدم شرعيتها».وقال «طبعاً نحن كدولة لا نقبل أبداً بمثل هذه التصرّفات، لكن الأهم مما تقوله الدولة أو تصمت عنه، هو ما يقوله الشعب»، مضيفاً «أعتقد أن الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية كان الرد الكافي والواضح وهو يقول لهم: قيمة آرائكم هي صفر وقيمتكم عشرة أصفار».ندد وزراء الخارجية الغربيين في بيانهم بقرار «نظام الأسد إجراء انتخابات خارج الاطار الوارد في قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254»، واعتبروا أنّه «بموجب القرار، ينبغي إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة عبر احترام أعلى المعايير الدولية على صعيد الشفافية».وأكدوا أنه «لتكون الانتخابات ذات صدقية، يجب أن تكون مفتوحة لجميع السوريين»، بمن فيهم النازحون داخل البلاد واللاجئون خارجها والمغتربون، منبهين إلى أنه «من دون توافر هذه العناصر، فإن هذه الانتخابات المزورة لا تمثل أي تقدم نحو حل سياسي».وشارك عشرات آلاف السوريين الخميس الماضي في عملية الاقتراع في سفارات بلادهم وقنصلياتها في اليوم المخصص للمقيمين خارج سوريا، ممن يحملون جوازات سفر سارية وتركوا البلاد بطريقة شرعية، وهو ما لا يسري على ملايين اللاجئين الذين فروا من البلاد.وشدّد الأسد، الذي يستعد للفوز بولاية رئاسية رابعة من سبع سنوات، الأربعاء على أنّ «المواطن السوري حر» وقراره بيده «وليس بيدّ أي جهة أخرى».فتحت مراكز الاقتراع أبوابها، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، عند السابعة صباحاً «04:00 بتوقيت غرينيتش»، وعرض التلفزيون السوري مشاهد تظهر صفوفاً طويلة من الناخبين تتشكل أمامها في عدد من المناطق.اتّخذ الأسد «55 عاماً» عبارة «الأمل بالعمل» شعاراً لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدّة الرئاسة، نصفهما خلال النزاع المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 388 ألف شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
دوليات
الأسد رداً على الانتقادات الغربية: قيمة آرائكم.. صفر
26-05-2021