لوكاشينكو يبرّر «خطفه» الطائرة: حلّقت فوق محطة نووية
رفض الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو موجة الانتقادات الموجهة لبلده من الغرب، على خلفية حادثة الهبوط الاضطراري لطائرة ركاب في مطار مينسك واعتقال ناشط معارض بيلاروسي كان على متنها، مشيراً إلى أن الطائرة التابعة لشركة راين اير الأيرلندية، قامت بالدوران على مقربة مباشرة من المحطة النووية الوحيدة في بلاده.وفي أول تعليقات له بعد ما وصفه سياسيون أوروبيون بأنه «خطف برعاية الدولة»، شدد لوكاشينكو في كلمة خلال اجتماع مع أعضاء البرلمان واللجنة الانتخابية والممثلين عن مؤسسات حكم الدولة، أمس، على أن تصرفات حكومته لم تخرج عن إطلاق القانون والقواعد الدولية، وأن بلاده تصرفت بشكل «قانوني لحماية الشعب».وتساءل: «ما الطريقة التي كان يجب علينا التصرف بها، لاسيما على خلفية سلسلة بلاغات عن وجود قنابل داخل مرافق في بلدنا؟ نتلقى يوميا بلاغات عن وجود قنابل في مدارس أو جامعات أو مصانع، وفي كل حالة تصرفنا بشكل مناسب».
ولفت الرئيس البيلاروسي إلى أن هذه البلاغات تأتي من خارج بلاده، مضيفا أن البلاغ عن وجود قنبلة على متن طائرة الركاب التابعة لشركة ريان إير والمتوجهة من العاصمة اليونانية أثينا إلى العاصمة الليتوانية فيلنوس جاء من سويسرا.وصرح لوكاشينكو بأن هذا البلاغ لم يصل إلى مطار مينسك وحده، بل وأيضا إلى مطاري أثينا وفيلنوس، وتم إخطار طاقم الطائرة بهذا الخصوص، مشددا على أن سلطات ليتوانيا وأوكرانيا المجاورة رفضت استقبال الطائرة.وأشار لوكاشينكو إلى أن الطائرة قامت بالدوران وتوجهت إلى مطار مينسك أثناء وجودها على مقربة مباشرة من المحطة النووية الوحيدة في بيلاروسيا، وتابع متسائلا: «ولو حصل شيء؟ ألا تكفي لنا كارثة تشيرنوبل؟ هل نحتاج إلى تشيرنوبل أخرى؟ وكيف كانت الولايات المتحدة ستتصرف في هذه الظروف، وفقا لتجربتها المحزنة؟».ودافع الرئيس عن قراره إرسال مقاتلة لمرافقة طائرة الركاب، مؤكدا أنه أمر أيضا بوضع جميع الأنظمة الدفاعية الخاصة بالمحطة النووية في حالة التأهب القصوى. وعلّق لوكاشينكو على المزاعم بأن الهبوط الاضطراري للطائرة جاء نتيجة لعملية ماكرة من جانب الاستخبارات، قائلا: «أنتم تتملقون لنا بهذا الثناء».وأضاف أنه يتعين على الدول الغربية أن تسدد لبلاده النفقات المرتبطة بالهبوط الاضطراري لهذه الطائرة.وذكر لوكاشينكو أنه تم استدعاء فرق الطوارئ والإسعاف ومجموعة نزع الألغام والكلاب البوليسية وقوة مكافحة الإرهاب، وذلك وفقا للمعايير الدولية. وقال: «تم القيام بكل ذلك وفق القواعد الدولية وقوانيننا. وعليكم أن تدفعوا ثمن ذلك».وقال: «كما تنبأنا، فإن الذين يضمرون لنا السوء في البلاد وخارجها، غيّروا أساليب هجومهم على الدولة، فقد تجاوزوا العديد من الخطوط الحمر وحدود المنطق والأخلاق الإنسانية».وأعلن الرئيس البيلاروسي أن الدول الغربية تمارس ضغوطا بمختلف المستويات على بلاده، مشيرا إلى أن مينسك على شفا حرب «جليدية» مع الغرب.وفي موسكو، أعلن الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحافيين، أمس، أن «الكرملين لا يرى سببا لعدم الوثوق بتصريحات القيادة البيلاروسية». وحضّت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي، أمس، شركات الخطوط الجوية على تجنّب التحليق في المجال الجوي لروسيا البيضاء لأسباب تتعلق بالسلامة.كما أعلنت بيلاروسيا، أمس الأول، عزمها إغلاق سفارتها في كندا، وذلك في اليوم نفسه الذي قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إنّه يفكّر بتشديد العقوبات على النظام البيلاروسي.