تميزت مداخلات وحوارات الندوة الفكرية لمهرجان الكويت للسينما الجديدة التي نظمها مهرجان الكويت للسينما الجديدة تحت عنوان - السينما في زمن كورونا - بالرغبة الأكيدة في تجاوز الجائحة التي عصفت بصناعة الفن السابع، وكبدت جميع قطاعات هذه الحرفة الكثير من الخسائر، حيث أشار نائب رئيس مجلس إدارة شركة السينما الكويتية الوطنية هشام الغانم إلى أن الخسائر تجاوزت 7 ملايين دينار، بينما أشار مستشار نقيب اتحاد الفنانيين العرب د. ياقوت الديب إلى أن الأفلام المصرية تقلصت من 120 فيلما الى 9 أفلام في زمن «كورونا» والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها جميع دول العالم.
الفن السابع
في بداية الندوة التي انطلقت «أونلاين» رحب رئيس المهرجان رئيس قطاع السينما في نقابة الفنانين والإعلاميين عبدالعزيز الصايغ بالمشاركين في الندوة والمتابعين، مشيرا الى أن الندوة تذهب الى قضية من أبرز القضايا التى تعيشها صناعة الفن السابع في هذه المرحلة من تاريخها.أول المتداخلين كان نائب رئيس مجلس إدارة شركة السينما الكويتية الوطنية سينسكيب، هشام الغانم، الذي قال: جائحة كورونا تعتبر أكبر أزمة تمر على صناعة السينما منذ تأسيسها واختراع الفن السابع في بداية القرن الماضي. ولم يسبق حتى خلال الحروب العالمية أن توقفت هذه الصناعة عن العمل. لكنها تكاد تكون قد توقفت بالكامل خلال 2020 وهي توجه جائحة كوفيد 19، وهو ما شكّل ضربة قوية وتأثيرا بالغا على هذه الصناعة. ونظرا لإغلاق الصالات حول العالم، اضطر جميع المنتجين الى إرسال أعمالهم مباشرة الى المنصات، في محاولة لتعويض شيء من الخسائر، لكن تلك المنصات لن تستطيع تحقيق ما كان يحققه المنتج والصناعة بشكل عام من صالات العرض، مما شكل أثرا سلبيا على الإيرادات، وبالتالي الصناعة بشكل عام، اعتبارا من الإنتاج الى التوزيع، مرورا ببقية الحرفية الخاصة بهذه الصناعة المهمة».خسارة كبيرة
وتابع: الكويت من أكثر الدولة التي تضررت بها هذه الصناعة. على صعيد صالات العرض ونتيجة للإجراءات الاحترازية، فقد تم إغلاق صالات العرض في الكويت اعتبارا من مارس 2020 حتى أيام قليلة، ونحن حاليا في شهر مايو 2021، وهذا يعني حالة من الإغلاق التام لصالات العرض لأكثر من عام وشهرين، مما شكّل خسارة كبيرة للصناعة، ومن بينها الأفلام القادمة من «هوليوود»، وأيضا السينما العربية المصرية التي خسرت إحدى الدول الأساسية في تقديم مدخولات للصناعة، حيث تحتل الكويت المرتبة الثالثة عربيا في تحقيق عوائد إضافية للفيلم العالمي والعربي. واليوم تأتي العودة الخجولة لعودة الحياة وما نتمناه المزيد من التحرك وبخطوات متسارعة صوب عودة الحياة بشكلها الطبيعي. وأستطيع الإشارة الى أن خسائر «سينسكيب» للسنة المالية الماضية وحسب تقريرنا المالي كانت قد تجاوزت 7 ملايين دينار، وهو حدث جلل وأمر كبير علينا أن نتجاوزه بكثير من العمل، وأيضا الدعم من الجهات الرسمية والتفهم للظروف التي مرت بنا نتيجة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول العالم، ومن بينها دولة الكويت.توقّف اضطراري
فيما ذهب المخرج الشاب حمد الصراف خلال مداخلته الى منطقة مقرونة بالأمل والتفاؤل، مشيرا الى أنه يعتبر فترة التوقف الاضطرارية استراحة محارب ووقفة لمراجعة الذات ومتابعة كل ما يخص صناعة الفن السابع، حيث قال: خلال جائحة كورونا شاركت في العديد من الورش «أونلاين» حول العالم، وشاهدت النسبة الأكبر من نتاجات السينما العالمية منذ مرحلة الخمسينيات حتى اليوم وكتابة العديد من الأفكار والتعاون في كتابة عدد من السيناريوهات الجديدة والتحضير لمشروع سينمائي جديد دخل مرخلة التحضيرات النهائية لانطلاق التصوير. وتابع: لقد حفزت الجائحة بداخلي نبض التحدي والأمل لتجاوز هذه الأزمة والتفكير بشكل ايجابي من أجل مستقبلي ومستقبل هذه الحرفة التى أفخر بالانتماء اليها. فيما انطلق د. الديب الى الأفق العربي - المصري: «لقد أثرت جائحة كورونا على قطاع السينما، وشكلت خسائر كبيرة سيكون من الصعوبة بمكان تعويضها خلال الفترة القصيرة المقبلة».واستطرد: لقد انخفض الإنتاج السينمائي في مصر الى منطقة لم تعرفها من ذي قبل، فمن 120 فيلما الى 50 فيلما الى 9 أفلام فقط خلال عام 2020، مما شكّل حالة عالية من البطاله لقطاع السينما بكل كوادره وتخصصاته، كما تزامن هذا الانخفاض مع إغلاق صالات العرض، مما شكّل خسائر إضافية على أصحاب صالات العرض وصناعة التوزيع.كما شهدت الندوة مجموعة من المداخلات من قبل عدد من المتداخلين، ومنهم المخرج أحمد الخضري والمخرج حمد النوري والناقد عبدالستار ناجي الذي أشاد بالروح الإيجابية التي عمرت بها مداخلات الضيوف، والتي ستشكل حتما منهاج عمل لتجاوز تلك الأزمة التي عصفت بكل شيء حول العالم، ومن بينها صناعة الفن السابع، كما أثنى على المشاركات العالية المستوي للأفلام في المسابقات الثلاث للمهرجان، منوها بالحضور السينمائي العربي من قبل جيل من الشباب السنمائيين العرب الذين وصفهم بأنهم رهان مستقبل صناعة السينما في العالم العربي.