الاستفتاء الشعبي في الدائرة الخامسة لخص نموذجا ديمقراطيا لم نشهد له مثيلا بعد تهافت مختلف طوائف المجتمع الكويتي على اختيار من يمثلهم في الانتخابات التكميلية دون الالتفات للقبلية أو الطائفية أو العنصرية، بل من أجل وطن أفضل، ورسالة تعبر عن رأي مواطنين ومواطنات وضعوا الكويت نصب أعينهم بعد أن رفضوا الخضوع لبعض الممارسات والأفعال التي حاولت تشويه الحقائق لقلب موازين النتائج التي انقلبت على رؤوس المغرضين والمغرضات ممن عاشوا ليلة ظلماء كواقعهم، في يوم تنفست فيه إرادة الأمة تحت شعار "صوتك رسالة"، بعد أن سعوا لإصدار فتاواهم وتعليماتهم ورسائلهم المدسوسة لمنع المخلصين من المشاركة في عملية الاقتراع، ولكن تسابق الجميع للاصطفاف في الطوابير، فكانت خير رد على منهجهم المتخلف في الهجوم على الفرسان والمخلصين من أبناء هذا الوطن، ومنهم الدكتور عبيد الوسمي الذي حقق رقما صعبا وانتصارا تاريخيا في ظروف أصعب، حتى أصبح البعض يخشون الظهور في أمام المشهد السياسي لأن هؤلاء الخفافيش يعيشون في الظلام ويصنعون مؤامراتهم خلف الستار. إن الرسالة التي أوصلها الشعب الكويتي أصبحت واضحة ومقروءة عالمكشوف، ولا تحتاج إلى مترجم أو فيلسوف أو حتى عراف وقارئ للفنجان بقدر إزالة المخلفات من طريق الإصلاحيين ليرسخوا مبدأ واضحا وصريحا عنوانه "إلى مزبلة التاريخ" لكل من يختلس مكتسبات الشعب أو يسعى إلى تمزيق نسيجه الاجتماعي، ولكننا لا نزال أمام تفاؤل كبير بعد هذا الانتصار من مختلف شرائح الشعب الكويتي الذين نرفع لهم القبعة في الدائرة الخامسة على كسر الاحتكار في اختيار ضيف عزيز عليهم لتمثيلهم في قاعة عبدالله السالم، وهي من السوابق التاريخية التي تضاف إلى سجل الأبطال من أبناء الكويت الذين يعلمون جيداً أننا أمام مرحلة مفصلية في مواجهة الطواغيت الذين يريدون أن يسلبوا كل شيء لتضخيم كروشهم التي امتلأت بالفساد ورائحتهم النتة التي تفوح عبر مجارير خيانة الأمة.إن الكويت تشهد تغييراً فكرياً من الأحرار الذين سئموا من عدوانية رموز الفساد الذين ستفتح ملفاتهم وسيعلقون الواحد تلو الآخر على المقصلة بفضل الشرفاء الذين لن تنطلي عليهم الألعاب الطفولية، خصوصا أن المفاجآت القادمة قد تضم دفعة جديدة من المندسين والمغرضين والهاربين من عدالة القانون.
شكراً لكل مواطن شريف، وشكراً لأبناء الدائرة الخامسة، وشكراً لكل من يعمل للحفاظ على صلابة موقفنا وتحريرنا من قيود اللصوص وسارقي الأحلام الذين سيتم جرف زمرتهم التي تعمل ليل نهار على تشويه الحقائق وإثارة التهم المعلبة من تياراتهم المتأسلمة، والذين تبرعوا بالأموال للهجوم على الأحرار عبر وسائلهم المتعددة، ومنها ما حصل في الانتخابات التكميلية الأخيرة التي كشفت عن أقنعة هؤلاء اللصوص الذين اختبؤوا وراء قناع النقاب، وهم في قلوبهم الحقد والمرض السلوكي والأخلاقي الذي يرفضه ديننا الحنيف، حتى التبع من النساء المحسوبات على تطرفهم الأخلاقي أصبحن صنيعة حزبهم الخبيث، ولكن جاءهم الرد سريعا من الشرفاء بعد أن تحققت النتيجة في صناديق الاقتراع.إن المرحلة المقبلة تتطلب أيضا التفاتا نيابيا من المخلصين لتنسيق الجهود وتحقيق المبادئ الراسخة حول العملية الديمقراطية السليمة ومنهجها القائم، وهو أن الأمة مصدر السلطات لوقف العبث بالحقوق وتحقيق كل المتطلبات الشعبية المتفق عليها.
مقالات - اضافات
شوشرة: رسالة «الخامسة»
28-05-2021