حركة «حماس» تعتبر التهدئة هشة... ومشاورات أميركية - خليجية
إسرائيل تستدعي سفير فرنسا بعد تحذير لودريان من «الفصل العنصري»
اعتبرت حركة حماس أن التهدئة في قطاع غزة لا تزال هشة، في وقت أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مشاورات مع السعودية وقطر، غداة اختتامه جولة في المنطقة تركزت على تثبيت التهدئة وإعادة إعمار القطاع، لكنه استبعد خلالها أي عودة إلى مفاوضات السلام في وقت قريب.
بعد ظهوره العلني الرابع في أقل من أسبوع على انتهاء العدوان، قال رئيس حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار، لوكالة "الأناضول"، أمس، إن التهدئة في قطاع غزة "هشّة، ولم تتضمن حل جذور المشكلة، والأمر كله مرتبط بسلوك الاحتلال في الأيام المقبلة، وبضغط المنظومة الدولية والعالم عليه للالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني وبالقرارات الدولية والقانون الدولي".وجدد السنوار تحذيره من أن الهدنة ستسقط، في حال واصل الإسرائيليون تصرفاتهم بالقدس والمسجد الاقصى والشيخ جراح. وكشفت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، في مقطع فيديو، عن صواريخ جديدة استخدمتها في معركة "سيف القدس"، من بينها "عياش 250" و"A120" "SH85، موضحة أنها استهدفت بها مطاري رامون وبن غوريون والقدس وتل أبيب وضواحيها.
اتصالات بلينكن
إلى ذلك، وبعد جولة في الشرق الأوسط استمرت يومين، سعى خلالها لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالين مع نظيريه السعودي الأمير فيصل بن فرحان والقطري محمد بن عبدالرحمن، في وقت زار ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، أمس، عمان وأجرى مباحثات مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني.ووفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن بلينكن وبن فرحان بحثا خلال الاتصال العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، واستعرضا أوجه التعاون بشأن التحديات الإقليمية والدولية.وكان بلينكن قال، أمس، بعد ختام زيارة إلى العاصمة الأردنية عمّان التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إنه سيتشاور مع دول الخليج في الأيام المقبلة لتخفيف وتخفيض وتيرة العنف في المنطقة، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.وقبل ذلك، زار الوزير الأميركي مصر، حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي. وقبل زيارة القاهرة، التقى في القدس الرئيس الإسرائيلي رؤوفن ريفلين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إضافة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، وذلك في إطار جهود تعزيز وقف إطلاق النار في غزة.وغداة الإعلان عن تخصيص أمير قطر الشيخ تميم بن حمد 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، أكد بلينكن أنه أجرى اتصالاً مهماً مع بن عبدالرحمن تناول جهود تثبيت وقف إطلاق النار وحشد جهود الإغاثة للقطاع.وفي عمان، أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مباحثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. وتناولت المباحثات "العلاقات بين البلدين والتطورات في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتصعيد الإسرائيلي الأخير"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.وحول القضية الفلسطينية، أكد العاهل الأردني وولي عهد أبوظبي على "أهمية اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والحفاظ عليه"، مشددين على "ضرورة العمل على المستويين الإقليمي والدولي، خلال الفترة المقبلة، لتحريك عملية السلام ودفعها إلى الأمام".وشدد الملك الأردني على "أهمية البناء على وقف إطلاق النار في غزة، والاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية، لتفعيل المسار السياسي من أجل تحقيق السلام".من جانبه، عبر الشيخ محمد بن زايد عن تقديره لجهود الأردن، بالتعاون مع مصر، في تحقيق التهدئة بقطاع غزة، مؤكداً أهمية الدور الذي يقوم به الملك عبدالله الثاني في رعاية الأماكن المقدسة بالقدس. وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل المشترك من أجل السلام، مجدداً دعم الإمارات لأي خطوة في هذا الاتجاه.وذكرت هيئة البث الإسرائيلي "كان" أن مسؤولين من الإمارات أبلغوا واشنطن عن الاستعداد لتوفير الدعم الإنساني المباشر لغزة، لكنهم لن يمولوا أي آلية سيكون لحركة "حماس" دور فيها، مبينة أنهم أشاروا لمصر كمنسق للعملية بالنسبة لهم.وفي أول زيارة من نوعها منذ سنوات عديدة، من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي الى القاهرة، الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات غير مباشرة مع "حماس" حول صفقة تبادل للأسرى بين الجانبين، وتحويل وقف إطلاق النار إلى هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة وإعادة إعماره.وأفادت القناة 11 الإسرائيلية أن مصر وجهت الدعوة للطرفين لإجراء هذه المباحثات، مبينة أن إسرائيل تشترط أن تجرى من خلال قنوات منفردة، وأن أي تقدم في ملف إعادة إعمار غزة مشروط بتقدم في مسألة الأسرى والمفقودين.أزمة دبلوماسية
وفي خضم اتهامات لقواتها بارتكاب جرائم حرب في غزة وانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ردت إسرائيل بغضب على تحذير وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان من تحولها لدولة "فصل عنصري"، بحال عدم التوصل إلى حل الدولتين.واستدعى أشكينازي السفير الفرنسي إريدك دانون، وأبلغه أن تصريحات لودريان "صادمة وغير مقبولة، ولا أساس لها ومنفصلة عن الواقع".وكان لودريان حذّر من "خطر وقوع فصل عنصري قوي، في حال الاستمرار بمنطق الدولة الواحدة أو إطالة الوضع الراهن. حتى إطالة الوضع الرهن قد يؤدي إلى ذلك" .وأضاف، في مقابلة صحافية أمس الأول: "في مدن إسرائيلية تواجه سكان من الطرفين لأول مرة، مما يظهر أنه في حال اعتماد حل آخر غير حل الدولتين ستتوافر مكونات فصل عنصري قوي يستمر لفترة طويلة".وإذ أعرب عن "احتجاجه الشديد"، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحذير لودريان بأنه "شنيع وعبارة عن مزاعم خاطئة ونافرة، لا أساس لها، ومواعظ منافقة غير مقبولة".وفي أوج تفاعل قضية تهجير العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح وبطن الهوى في بلدة سلوان، أيدت الحكومة الإيرلندية اقتراحاً برلمانياً يدين "الضم الفعلي" للأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل، مؤكدة أنها أول من يستخدم هذه العبارة من بين حكومات الاتحاد الأوروبي.وفي افتتاح الجلسة الاستثنائية لمجلس حقوق الإنسان، قالت مفوضة الأمم المتحدة ميشيل باشيليت إن الضربات الإسرائيلية على غزة تثير قلقاً عميقاً إزاء التزامها بالقانون الدولي، وإن تبين أنها لم تكن متناسبة فقد تمثل جرائم الحرب، مؤكدة أنها لم تر أي دليل على أن المباني المدنية المستهدفة تستخدم لأغراض عسكرية.وحثت باشليت إسرائيل على وقف عمليات الإخلاء في الضفة الغربية "على الفور"، كما دعت "حماس" إلى الكف عن "إطلاق الصواريخ عشوائياً على إسرائيل".