كشف مصدر سوري عسكري رفيع، لـ «الجريدة»، أن «حزب الله» بدأ أخيراً إرسال بطاريات مضادة للطائرات من طراز SA8، كانت زودته بها دمشق، لإجراء تحسينات وصيانة لها في مواقع تابعة للجيش السوري، وقد قامت إسرائيل أخيراً بضرب بعض هذه البطاريات، في إطار غاراتها المتواصلة -وإن بوتيرة أقل- على الأراضي السورية، والتي تقول تل أبيب إنها تستهدف حصراً المنشآت الإيرانية.

وأفاد المصدر بأن عملية نقل السلاح تتم للمرة الأولى من لبنان باتجاه سورية، لا العكس، وأن موافقة دمشق على إصلاح وتحسين هذه المنظومات هو خطوة غير مسبوقة، وتعكس دعماً من الجيش السوري للحزب، لتطوير قدراته الجوية وبشكل خاص مواجهة طائرات الدرون، التي تعمل على جمع المعلومات والتجسس على مدار الساعة، وكذلك تحسين قدرته على مواجهة المقاتلات التي تحلق بشكل دائم في الأجواء اللبنانية وتستخدمها في ضرب أهداف داخل سورية.

Ad

وكشف أن المسؤول من جانب الحزب عن نقل هذه البطاريات في سورية هو «الحاج فادي»، واسمه الحقيقي محمد جعفر قصير، بينما تتم عمليات الصيانة والتصليح والتطوير في الجانب السوري بأوامر مباشرة من وزير دفاع سورية علي أيوب، الذي يعتبر أحد المؤيدين بشدة للعلاقة مع حزب الله، ويرى فيه حليفاً مهماً لدمشق، ويقيم مساندته للجيش السوري خلال الحرب السورية بشكل إيجابي.

من جانبها، قالت مصادر غربية إن إسرائيل ترى في هذا الوضع المستجد تهديداً للمعادلات الأمنية والعسكرية، التي تؤمن الاستقرار في المنطقة، وخصوصاً إذا استطاع حزب الله إسقاط مسيّرة إسرائيلية، كما حاول في أكتوبر 2019 ولم ينجح بذلك حينها، هذا بالإضافة إلى تهديد الأمين العام للحزب حسن نصرالله الأخير لتل أبيب بربط الجبهات ببعضها، في أعقاب جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وحصلت «الجريدة» على صورة حصرية من الأقمار الصناعية تظهر موقعاً سورياً يحتوي على منصات وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA8 قصفتها إسرائيل أخيراً.

وبحسب المصدر السوري، تشكل منظومة SA8 خطراً على الجيش الإسرائيلي، الذي يسعى جاهداً لضرب الأهداف تباعاً، وأحياناً نفس الهدف مرات عديدة.

وقال إن سورية تعمل على دعم حلفائها مهما كلف الأمر، وإن دعم وتدريب عناصر حزب الله هو أمر عادي ومهم للجيش السوري، كما أن عمليات الصيانة والتطوير تأتي ضمن خطط استراتيجية لمواجهة عدوان إسرائيل وردعها.