سمير غانم
الفنان سمير غانم لم أعرفه إلا من خلال أعماله الفنية ولم ألتق به قط، وما جعلني أكتب عنه، رحمه الله، هو دوره الإنساني أثناء الغزو العراقي الغاشم والذي لا يعرفه البعض من القراء، كان صاحب مبدأ، وكان وفياً، ويقف إلى جانب المظلوم بوجه الظالم، وبعد الغزو في ٢ أغسطس ١٩٩٠، كنت وقتها أعمل مستشاراً في سفارة الكويت لدى جمهورية مصر العربية وبعدها أصبحت وزيراً مفوضاً، وصلت إلى السفارة رسالة موقعة من الفنان الكبير الراحل سمير غانم يعلن تضامنه مع الكويت وشعبها، ويستنكر الغزو على دولة عربية مسلمة. الفنان الراحل أعرب في رسالته عن استعداده للتبرع بدخل ليلة من مسرحيته التي كانت تعرض في مسرح الزمالك، وذلك تضامنا مع الكويتيين الموجودين في مصر، بعد تسلمنا هذه الرسالة بعثت له رسالة شكر وتقدير لمبادرته الإنسانية، واعتذرت منه لعدم قبول المبلغ لأن الحكومة الكويتية كانت تصرف إعاشة وسكناً لكل كويتي في العالم بما فيها جمهورية مصر العربية، كحال جميع الكويتيين الموجودين خارج الكويت. هذه البادرة الإنسانية التي قام بها الفنان الراحل دعتني للكتابة عنه، وهذه أول مرة أكتب عن فنان ودوره الإنساني، وبالمناسبة كان الموقف الرسمي والشعبي المصري مشرفاً في مساندة الكويت وقضيتها العادلة، ويستحق الإشادة والتقدير أيضاً، فبعد التحرير سنحت لي الفرصة أن أذهب إلى مسرح الزمالك، وطلبت مقابلة الفنان الكبير صاحب المبدأ المشرف، وكان في غرفة وراء الكواليس، فشكرته شخصيا باسم جميع المواطنين الكويتيين الموجودين في مصر أثناء الاحتلال، بالإضافة إلى رسالة الشكر التي بعثتها السفارة له سابقا كما ذكرت.وهذا السبب الذي دعاني أكتب هذا المقال لإنسان فنان وصاحب مبدأ، رحم الله الفنان سمير غانم، وأسكنه فسيح جناته، وأحر التعازي القلبية لأسرته الكريمة وعشاق فنه ومحبيه.
* منذ نحو شهر كتبت رثاء بفقد أحد السفراء الكويتيين المخلصين لبلدهم الذي انتقل إلى رحمة الله وهو على رأس عمله في إحدى الدول الإفريقية بسبب إصابته بوباء كورونا، وعدم وجود الرعاية الطبية في تلك الدولة، هذا السفير هو المرحوم شملان عبدالعزيز الشملان الرومي، رحمه الله، وأسكنه الجنة، قبل أيام لحقه والده العم الفاضل عبدالعزيز الشملان الرومي أيضاً متأثرا بالإصابة بوباء كورونا، رحم الله الفقيدين العزيزين، والرحمة لكل من توفاه الله بهذا الوباء الخبيث، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".** البعض يعتقد أن الديمقراطية هي سماع الأشياء التي تعجبهم فقط، في حين الرأي المعارض لهم يعتبرونه مخالفاً للديمقراطية.