بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي غابي اشكينازي للقاهرة، وهي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، يبدأ رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، اليوم، زيارة لكل من غزة والضفة الغربية وإسرائيل، في تكريس للجهود المصرية لإقرار وقف إطلاق النار، والذي أنهى القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، وأوقف التصعيد المتبادل بين الجانبين، فضلا عن بلورة مقترحات مصرية من أجل تثبيت هدنة طويلة الأمد، وبدء مفاوضات بين الجانبين لاستعادة مسار السلام، على أن تستضيفها القاهرة في الفترة المقبلة.وسبقت زيارة كامل وصول وفد أمني مصري إلى قطاع غزة مساء أمس الأول، للقاء قادة حركة حماس والفصائل، من أجل التمهيد لزيارة رئيس المخابرات المصرية، ومناقشة بنود الأجندة التي ستتم مناقشتها خلال زيارة كامل التي ستحمل تصورات مصرية حول الأزمة الفلسطينية ومستقبل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقالت مصادر مصرية مطلعة، لـ«الجريدة»، إن اللواء كامل سيبدأ بزيارة الرئيس محمود عباس وقادة فتح في رام الله، ثم يتوجه إلى قطاع غزة للقاء قادة حماس والفصائل الفلسطينية، على أن تعقبها زيارة تل أبيب للقاء المسؤولين الإسرائيليين، في إطار جولة لعرض المقترحات المصرية التي تمت بلورتها خلال لقاء الوفود المصرية الأمنية خلال زيارة القطاع والضفة الأيام الماضية.وتتضمن أجندة زيارة كامل الحديث عن مقترح مصري شامل لتثبت وقف إطلاق النار، عبر الاتفاق على هدنة طويلة الأمد لا تقل عن عام، والعمل على حل قضية الأسرى وتبادلهم بين الطرفين، وطرح إمكانية استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بوساطة مصر، على أن تستضيف القاهرة هذه الجولات التفاوضية، وأن كامل سيضغط من أجل إطلاق جولة المفاوضات سريعا.ولفتت المصادر إلى أن من ضمن الملفات التي سيناقشها عباس كامل، ملف إعادة الإعمار في قطاع غزة، وكيفية إدارة هذا الملف، بما في ذلك مناقشة تشكيل هيئة دولية لإدارة ملف مشروعات إعادة الإعمار، وأن التحركات المصرية تأتي في إطار اهتمام القاهرة بالقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية أساسية للأمن المصري القومي، وأن القاهرة ترسخ عبر هذه التحركات دورها كوسيط بين مختلف الأطراف.وتلقت الجهود المصرية دفعة أميركية، إذ ثمن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته للقاهرة ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الأربعاء الماضي، الجهود المصرية الحثيثة في هذا الإطار للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والعمل على تثبيته.وشدد السيسي على أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أميركي فاعل لعودة الطرفين مجددا إلى طاولة الحوار، وأن مصر حريصة على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، وموقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية.
«البنتاغون»
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الوزير لويد أوستن أكد دعم الإدارة الأميركية لإرساء أمن دائم بناء على وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وذلك بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن للمنطقة.وقال البيان إن أوستن جدد، في اتصال بنظيره الإسرائيلي بيني غانتس، دعم الولايات المتحدة الصارم لأمن إسرائيل، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق بشأن أولويات الدفاع المشتركة.كوخافي
من جهة ثانية، يزور رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي الولايات المتحدة الشهر المقبل، حيث سيجتمع مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ومسؤولين أميركيين آخرين.وتتناول محادثات كوخافي ما تصفه إسرائيل بالتحديات المشتركة للتهديد الإيراني، ومشروع طهران النووي وحزب الله، وتداعيات الحرب على غزة وتهديد الصواريخ الدقيقة، كما سيبحث بناء قوة مشتركة.وذكرت الإذاعة الإٍسرائيلية أن كوخافي سيقدم ما وصفتها باستنتاجات استخبارية عن المشروع النووي الإيراني ونتائج الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على غزة.وكانت الزيارة مقررة الشهر الماضي ضمن سلسلة زيارات لمسؤولين أمنيين إسرائيليين في محاولة لثني واشنطن عن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لكن التصعيد الإسرائيلي في غزة اضطره إلى تأجيلها.قآني
ودخل قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآني على خط الأحداث، معلنا أن الفلسطينيين تمكنوا من صناعة «أكثر من 3000 صاروخ من النوع المتطور» بأنفسهم.وقال قآني إن «المقاومة الفلسطينية باتت تفكر وتخطط في استعادة كل الأرض الفلسطينية، بما في ذلك أراضي 1948 و1967»، وكرر كلاما شبيها لتصريحات الأمين العالم لحزب الله حسن نصرالله قبل أيام، قائلا: «أنصح الصهاينة بالعودة إلى أوروبا وأميركا قبل بيع منازلهم هناك والمجيء إلى الأراضي المحتلة، وإعادة بنائها قبل أن تصبح باهظة الثمن».