«إشارات» عربية باتجاه دمشق وقطار التطبيع يسير ببطء

نشر في 31-05-2021
آخر تحديث 31-05-2021 | 00:03
الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد
بانتظار اختراق ما حول سورية في القمة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين المقررة في جنيف منتصف الشهر المقبل، لا تزال عملية «التطبيع» مع دمشق، بعد فوز الرئيس السوري بشار الأسد بولاية جديدة لسبع سنوات، تواجه عراقيل، رغم ظهور إشارات عربية يمكن وصفها بالايجابية تجاه دمشق.

وقوبلت الانتخابات بتشكيك من دول غربية بنزاهتها خصوصاً انها جاءت خارج اي عملية سياسية تأخذ بالاعتبار الحرب التي شهدتها البلاد منذ 2011.

في المقابل، تلقى الأسد تلقى برقيات تهنئة من قادة لبنان والسلطة الفلسطينية والجزائر، وتحدثت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية عن «صمت إيجابي» من عدد من الدول العربية تجاه الانتخابات، ولفتت إلى عدم صدور أي مواقف من الجامعة العربية رافضة لنتائج الاقتراع.

وفي بغداد، وصف الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الانتخابات السورية بأنها إشراقة لنفض غبار الحروب والقتل في سورية. وكان الصدر انتقد الأسد في وقت سابق وحرم على العراقيين القتال في سورية ودان المجازر من كل الأطراف. وتتحدث مصادر عراقية عن مشاورات خليجية مع الصدر أفضت إلى هذا الموقف المنفتح على دمشق.

وفي مؤشر آخر، جرت الانتخابات للمرة الأولى منذ 2011 في سفارتي سورية في الكويت والإمارات على عكس الانتخابات التي جرت في 2014.

لكن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قال قبل يومين، إن بلاده لا تعتزم تطبيع العلاقات مع سورية بعد فوز الأسد، مضيفاً: «لم نرَ أي أفق لحل سياسي يرتضيه الشعب السوري حتى الآن... لم نر أي تقدم في ذلك، هناك استمرار في نفس النهج والسلوك».

وأضاف بن عبدالرحمن: «لا يوجد لدينا أي دافع لعودة العلاقات في الوقت الحالي مع النظام السوري».

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن وفداً سعودياً يرأسه رئيس جهاز المخابرات السعودية زار العاصمة السورية قبل عيد الفطر المبارك، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، وأن الطرفين اتفقا على إعادة العلاقات كافة بين البلدين. لكن السفير رائد قرملي، مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية اكتفى بالتصريح إن هذه التقارير «غير دقيقة». وكانت الإمارات أعادت فتح سفارتها في دمشق أواخر عام 2018 في محاولة لمواجهة نفوذ دول غير عربية في سورية مثل إيران. ولدى الإمارات قائم بالأعمال في سورية. وأوفدت سلطنة عمان، وهي من الدول العربية القليلة التي أبقت على العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، سفيراً إلى هناك في 2020.

ورغم إعلان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن الانتخابات الرئاسية السورية «تفتقر إلى الشرعية»، كشف نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري السبت الماضي عن حدوث لقاءات أمنية بين مسؤولين سوريين وأتراك، لكنه أضاف في حديث مع قناة «الميادين» الموالية لدمشق وطهران أن هذه اللقاءات «لم تسفر عن شيء».

على مستوى آخر تلقى الأسد التهنئة من روسيا والصين وإيران وبيلاروسيا وفنزويلا وكوريا الشمالية وجمهورية أبخازيا التي انفصلت أحادياً عن جورجيا بدعم روسي.

وفي واشنطن، هناك تذكير بقيود «قانون قيصر»، والعقبات القانونية أمام المساهمة بالأعمار. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية: «ليست لدينا أي نية على الإطلاق لتطبيع علاقاتنا مع نظام الأسد، وندعو جميع الحكومات الأخرى التي تفكر في القيام بذلك إلى التفكير ملياً في كيفية معاملة الرئيس السوري لشعبه».

وبحسب «الشرق الأوسط»، أبلغت إدارة الرئيس جو بايدن دولاً عربياً في الأقنية الدبلوماسية بهذا الموقف، وذكرتها بـ«قيصر»، لكنها لم تقد حملة علنية رفيعة المستوى لوقف التطبيع.

وكان لافتاً أن يتزامن إعلان نتائج الانتخابات مع قبول الحكومة السورية في المجلس التنفيذي بـ«منظمة الصحة العالمية»، بعد شهر من دفع أميركا وحلفائها لتجميد امتيازات دمشق في «منظمة حظر السلاح الكيماوي» لمعاقبتها على سلوكها في مجال «الملف الكيماوي».

back to top