القيادي المستبصر
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
لن أتطرق للتعيينات الأخيرة وما صحبها من استياء وتذمر شعبي فهذا الأمر ليس بجديد، ولا يمكن تغييره إلا بإرادة القائد المستبصر صاحب الرؤية والإرادة والقدرة على المواجهة. فقدان الثقة في الإدارة الرشيدة كما ذكرت ليس وليد اللحظة، فهو نهج لم ولن يتغير ما دام الاختيار للقيادات يعتمد ميزة "تمام يا أفندم" والولاء لصاحب الواسطة.قصة حقيقية لواقع التمكينفي يوليو ٢٠١٨ أعلن مساعد الرئيس التنفيذي للشؤون الترويحية في شركة المشروعات السياحية، حرص الشركة على تطوير قطاع السياحة والترفيه في البلاد، إلى جانب سعيها إلى ابتكار وسائل ترفيهية متميزة من خلال تنفيذ مشروع ما يسمى "شاطئ الشمس" باعتباره الوجهة المثالية لجميع أفراد العائلة خلال موسم الصيف.وأنا أقرأ هذا الخبر تحمدت وشكرت ربي بأن جائحة كورونا رحمتنا من هذه العقول الابتكارية، فهذا الشاطئ لم يكن سوى منصة ألعاب مائية مطاطية قابلة للنفخ. من الطبيعي أن هذا المشروع الجهنمي ناله ما ناله من استهجان المواطنين، لكنه لم يحرك شعرة من رئيس مجلس الوزراء السابق ولا من مجلس إدارة المشروعات السياحية بعد أن وصفه نائب الرئيس التنفيذي بأنه عمل ابتكاري، وأن الشركة تحرص على تطوير قطاع السياحة والترفيه من خلال مشروع النطاطيات. لا أعلم لماذا تذكرت كلمة "يا حرص" وأرجو ألا يسألني أحد عن معناها! على ما يبدو أن مفردة "الابتكار" تعريفها عند ربعنا غير عن مفهومها في العالم، وأنها لا تعني سوى إرضاء رب العمل مهما كانت النتائج، فلا صوت يعلو على صوت الرئيس.طاقات مهدرة لم تحصل على فرصتها بالمشاركة في البناء بسبب غياب الرؤية لمفهوم وأهداف التنمية، ولسياسات التمكين السخيفة التي مازالت كما هي.سؤال أخير:ماذا لو كان لدينا قائد يُؤْمِن بالكفاءات العلمية والمهنية الوطنية ويتيح لهم الفرص ذاتها التي أتيحت لأصحاب الحظوة، فهل ستكون الحال كما هي؟ ودمتم سالمين.