حركة «حماس» ترفض ربط ملف الأسرى بالتهدئة وإعمار غزة

من قطاع غزة، اختتم مبعوث الرئيس المصري رئيس المخابرات العامة عباس كامل جولة شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية، أجرى خلالها محادثات مع الأطراف المعنية بهدف تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين وبحث آليات إعادة إعمار القطاع وإمكان استئناف عملية السلام.

وزار اللواء كامل قطاع غزة والتقى فيها قيادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية ورافقه من رام الله في خطوة رمزية رئيس الحكومة الفلسطينية محمد آشتية ووزير الحكم المحلي ووزير الزراعة ووزيرة المرأة.

ووسط أجواء احتفآلية وأمنية غير مسبوقة، وصل الوفد المصري، إلى غزة ،صباح أمس، عبر معبر بيت حانون الفاصل مع إسرائيل وتوجه إلى فندق "المشتل" للقاء قادة حركة "حماس" والفصائل الأخرى.

وفي مواكبة للتحول اللافت في الموقف الرسمي المصري تجاه "حماس"، جرى اتخاذ ترتيبات في غزة لاستقبال كامل شملت تزيين طرقات رئيسية بالعلم المصري وصوراً للرئيس عبدالفتاح السيسي وعبارات ترحيب وإشادة بدوره.

وفي اليوم الثاني من جولته، التي شملت تل أبيب ورام الله، أجرى كامل محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار، قبل أن يعقد لقاء موسعاً مع ممثلي جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية.

وتزامناً مع زيارة كامل، الذي يعد أرفع مسؤول مصري يزور القطاع منذ سلفه خالد فوزي 2017، شدد السيسي أمس، على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكداً أهمية اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار التصعيد بين إسرائيل وفلسطين.

ملف الأسرى

وأوضح مسؤول في "حماس" أن النقاشات تمحورت على "ثلاث قضايا هي تثبيت التهدئة وصولاً إلى هدنة طويلة الأمد، وإعادة إعمار قطاع غزة وملف تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال".

وتأسر "حماس" أربعة إسرائيليين بينهم جنديان، ولم تكشف أي تفاصيل عن مصيرهما، وتقول الدولة العبرية إنهما قُتلا خلال حرب 2014. وتشترط إسرائيل ربط قضية جنودها المفقودين بالتهدئة وإعادة الإعمار، فيما رفضت "حماس" صراحة أمس هذا الشرط.

وبعد اجتماع قيادات الحركة مع كامل، قال نائب رئيس "حماس" في غزة خليل الحية، خلال مؤتمر صحافي:"لا نقبل ربط ملف التبادل بالإعمار والحصار والحقوق الفلسطينية وهذا متفهم من الأشقاء في مصر"، مضيفاً أن "ملف تبادل الأسرى مستقل عن كل الملفات ولا نقبل ربطه، ونحن قطعنا شوطًا في اللقاءات قبل العدوان الأخير لكن الاحتلال ليس جاداً حتى الآن، وإذا كان جاداً يمكن أن نمضي فيه بشكل سريع".

وأفاد الحية بأن الاجتماع مع كامل تناول "ضرورة إلزام الاحتلال بوقف عدوانه في غزة والقدس والشيخ جراح وجميع أماكن فلسطين ولجم المستوطنين عن أبناء الشعب الفلسطيني"، مبيناً أنه تم البحث في "رفع الحصار عن غزة بالكامل، وأن القضية الفلسطينية صدر بحقها قرارات دولية في إقامة دولة واللاجئين وغيره يجب تطبيقها، فإذا حدث ذلك يمكن عودة الهدوء والاستقرار".

ترتيب البيت

كما أشار إلى أنه تم البحث في "ترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على استراتيجية للوقوف أمام العالم برؤية استراتيجية لانتزاع الحقوق الفلسطينية".

وفي وقت لاحق قال السنوار، إن القاهرة دعت الفصائل إلى حوار فلسطيني جديد خلال أيام سيجري في العاصمة المصرية. ولم يتحدث أي مسؤول فلسطيني أو مصري عن مصير الانتخابات الفلسطينية المؤجلة، والتي رفضت حماس ومعها فصائل أخرى قرار الرئيس محمود عباس بتأجيلها حتى إشعار آخر بذريعة أن تل أبيب لم تسمح بإجرائها في القدس الشرقية المحتلة.

وقال مصدر فلسطيني، إن الجميع يتجنب الآن إثارة هذا الملف رغم أن الحوار الأخير في القاهرة هو الذي أنتج توافقاً على تنظيم أول انتخابات منذ 2006.

مدينة الزهراء

وفيما أشار المسؤول في "حماس" إلى أن كامل "سيضع حجر الأساس لمدينة سكنية في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة، ستموّلها مصر وتشرف على بنائها"، قال المتحدث باسم الحركة" عبداللطيف القانوع، إن "زيارة رئيس المخابرات وممثل الرئيس المصري ستكون بداية عملية وإعلان حقيقي لإعادة الإعمار، وتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع".

القدس

وفي القدس، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأن عشرات المستوطنين اقتحموا أمس، المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، موضحة أنه مجموعات نفذت من جهة باب المغاربة جولات استفزازية في باحاته، إلى أن غادروه من باب السلسلة".

إلى ذلك واصلت الشرطة الإسرائيلية حملة اعتقالات بحق ناشطين خصوصاً من عرب 1948 الذين شاركوا في الحراك الأخير قبل وخلال المواجهة في غزة.