قال تقرير صادر عن شركة "كامكو إنفست"، إن أرباح الشركات المدرجة في دول مجلس التعاون الخليجي شهدت انتعاشاً بوتيرة أسرع من المتوقع خلال الربع الأول من عام 2021 على خلفية النمو الجيد الذي شهدته كافة القطاعات تقريباً. وحسب التقرير، جاء الانتعاش على خلفية استئناف النشاط الاقتصادي في المنطقة على الرغم من التدابير الاحترازية، التي أعيد فرضها نتيجة تزايد حالات الإصابة بفيروس "كوفيد 19" في بداية العام؛ مما أدى إلى الإغلاق الجزئي.
لكن المعنويات ظلت متفائلة تجاه أنشطة الأعمال نتيجة لتسارع وتيرة طرح اللقاحات في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعد من أسرع البرامج على مستوى العالم. وانعكس ذلك أيضاً على الأداء الشهري لمؤشر مديري المشتريات الذي يشير إلى اتجاهات النشاط الصناعي في السعودية والإمارات. ووفقاً لشركة "إتش آي إس" ماركت، بلغت قراءة مؤشر مديري المشتريات في السعودية 57.1 نقطة في يناير 2021، فيما يعد أعلى المستويات المسجلة منذ نوفمبر 2019، وظل محتفظاً بموقعه فوق حاجز الـ 50 نقطة في شهري فبراير ومارس 2021. وشهدت الامارات وضعاً مماثلاً، إذ ظل مؤشر مديري المشتريات أعلى من 50 نقطة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وتشير قراءة مؤشر مديري المشتريات فوق 50 نقطة إلى نمو النشاط الصناعي.وبلغ صافي ربح الشركات الخليجية 40 مليار دولار على أساس ربع سنوي في الربع الأول من العام 2021، بزيادة نسبتها 49.2 في المئة أو ما يعادل 13.2 مليار دولار مقابل 26.8 ملياراً في الربع الأول من عام 2020، كما تجاوزت أرباح الربع الأول مستوى الربع الأول من عام 2019 بنسبة 4.4 في المئة. وكان معدل النمو على أساس ربع سنوي مقارنة بالربع الرابع من عام 2020 أكثر ارتفاعاً، إذ بلغت نسبته 59.9 في المئة، وضمن 21 قطاعاً من قطاعات البورصة، سجل 17 قطاعاً نمواً في الأرباح على أساس سنوي إضافة إلى نمو ربع سنوي في الأرباح خلال الربع الأول من عام 2021. كما شهدت أكبر خمس قطاعات على مستوى المنطقة نمواً أرباحها على أساس سنوي بنسبة 42 في المئة والذي يعزى في الأغلب إلى نمو أرباح قطاع المواد الأساسية. في المقابل، سجلت ثلاثة قطاعات تراجعاً في أرباحها على أساس سنوي وهي تحديداً قطاعات الخدمات الاستهلاكية وتجزئة الأغذية والتطبيقات وخدمات التقنية. وشهدت الشركات المدرجة ضمن قطاعي تجزئة الأغذية والتطبيقات وخدمات التقنية أرباحاً نتيجة لارتفاع قاعدة المقارنة في الربع الأول من العام 2020 مما أدى إلى انخفاض معدل الأداء في الربع الأول من عام 2021، في حين يعزى انخفاض أرباح قطاع الخدمات الاستهلاكية بصفة رئيسية إلى الخسائر التي أعلنت عنها الشركات التي ما زالت متأثرة بالقيود المفروضة لاحتواء تفشي الجائحة بما في ذلك شركات الطيران والقطاعات ذات الصلة.وارتفعت الأرباح عبر البورصات السبع في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث سجلت الأسهم المدرجة في بورصة الكويت أعلى معدل نمو بنحو الضعفين خلال الربع الأول من عام 2021، بينما سجلت دبي أقل زيادة على أساس سنوي بنسبة 23.1 في المئة، واحتلت البحرين وأبوظبي المركزين الثاني والثالث بعد الكويت، بمعدل نمو بلغ 102 في المئة، و82.2 في المئة، على التوالي.وسجل قطاع الطاقة أكبر قدر من الأرباح على مستوى المنطقة، بقيمة 21.4 مليار دولار، بنمو بلغت نسبته 27.5 في المئة على أساس سنوي، و53.8 في المئة على أساس ربع سنوي، وارتفعت أرباح "أرامكو" السعودية بنسبة 23.7 في المئة في الربع الأول من عام 2021، لتصل إلى 21.0 مليارا، بينما سجلت بقية شركات القطاع أرباحا بمقدار 590.7 مليونا مقارنة بخسارة 181.2 مليونا في الربع الأول من عام 2020.وساهم في تعزيز أرباح أرامكو ارتفاع أسعار النفط الخام وتحسن هوامش أرباح أنشطة التكرير والكيماويات، والتي قابلها جزئيا تراجع كميات الإنتاج بنسبة 12 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2021، كما لاحظنا تأثيرا مماثلا فيما يتعلق بأرباح شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترو رابغ) التي سجلت أرباحا بقيمة 173.2 مليون دولار في الربع الأول من عام 2021، مقابل خسارة قدرها 479 مليونا في الربع الأول من عام 2020.وبلغت أرباح قطاع البنوك 8.4 مليارات دولار في الربع الأول من عام 2021، بنمو بلغت نسبته 16.2 في المئة على أساس سنوي، وبنسبة 66.0 في المئة على أساس ربع سنوي، ويعكس النمو المتتالي ارتفاع قيمة المخصصات، مما أدى إلى انخفاض الأرباح في الربع الرابع من عام 2020، وضمن البنوك المدرجة في البورصات الخليجية وعددها 64 بنكا، سجل 46 بنكا نموا في الأرباح مقارنة بالربع الأول من عام 2020.وبالنسبة لقطاع المواد الأساسية، وصلت الأرباح إلى 3.45 مليارات دولار في الربع الأول من عام 2021، مقابل خسائر قدرها 0.25 مليار في الربع الأول من عام 2020، وبقيمة 1.6 مليار في الربع الرابع من عام 2020، وكان تحول أداء "سابك" من خسارة قدرها 0.3 مليار في الربع الأول من عام 2020 إلى ربح قدره 1.9 مليار من أبرز العوامل التي ساهمت في تعزيز أرباح القطاع، كما أدى استمرار الدورة العملاقة لنمو أسعار السلع الأساسية على كل الصعد إلى زيادة أرباح شركة التعدين العربية السعودية (معادن) وشركة كيان السعودية للبتروكيماويات في الربع الأول من عام 2021.كما سجل قطاع الاتصالات، الذي شهد تأثيرا محدودا من عمليات الإغلاق، تراجعا هامشيا في صافي الأرباح على أساس سنوي بنسبة 0.8 في المئة، إذ بلغت أرباح القطاع 2.2 مليار دولار في الربع الأول من عام 2021، إلا أن القطاع شهد نموا قويا على أساس ربع سنوي بنسبة 34.4 في المئة، وضمن 16 شركة اتصالات مدرجة في دول مجلس التعاون الخليجي، أعلنت 8 شركات تراجع أرباحها على أساس سنوي، وهو الأمر الذي قابله جزئيا تحسن أرباح شركتي اتصالات وموبايلي.
اقتصاد
أرباح الشركات الخليجية تصل إلى مستويات ما قبل الجائحة
02-06-2021