رجب طيب إردوغان «يطرد» الخبراء الروس
في خطوة تهدف إلى تليين مواقفها تجاه واشنطن، لا سيما قبل اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والتركي رجب طيب إردوغان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) منتصف الشهر الجاري في بروكسل، أعلنت أنقرة أنها سترسل خبراء الصواريخ الروس، الذين يشرفون على تكنولوجيا منظومة الدفاع الجوي الصاروخي S400 التي تسببت في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، إلى وطنهم، وهو ما يعد تعاطياً مع أحد مخاوف واشنطن فيما يتعلق بالمنظومة. غير أن أنقرة استبعدت إلغاء منظومة الدفاع الجوي بشكل كلي.وأتت تلك التصريحات على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال زيارته لليونان أمس الأول، لتشير إلى استعداد أنقرة لتقديم تنازلات تهدئ من المخاوف الأميركية في هذا الملف، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء أمس.كما أوضح جاويش أوغلو أن النظام الصاروخي سيكون تحت سيطرة الخبراء الأتراك، عندما يغادر الروس، قائلا: "ستكون صواريخ S400 تحت سيطرتنا بنسبة 100 في المئة. لقد أرسلنا العديد من الفنيين للتدريب"، مضيفاً أن "الخبراء العسكريين الروس لن يبقوا في تركيا"، لكنه أعلن رفض بلاده الدعوات الأميركية لعدم تفعيل أو استخدام تلك الصواريخ.
وكانت واشنطن أعلنت أنه ينبغي على تركيا إنهاء وجود الخبراء الروس في البلاد حيث يتولون مهمة التدريب على استخدام الصواريخ وتجميعها، لكن وزير الخارجية التركي أكد مجدداً أن أنقرة لن تتزحزح قيد أنملة فيما يتعلق بطلب الولايات المتحدة التخلص من منظومة الصواريخ لكي يتم في المقابل رفع العقوبات الأميركية.يشار إلى أنه إضافة إلى الرغبة التركية في التقارب مع الإدارة الأميركية الجديدة، تشكل مساعي أنقرة لتجنب أي عقوبات أميركية جديدة قد تؤذي اقتصادها الذي يواجه عددا من الأزمات، دافعا إضافيا لهذا التوجه.وكان ملف S400 وتر العلاقة مع واشنطن عام 2019، ودفع الإدارة الأميركية في حينه إلى وقف بيع السلطات التركية لمنظومة "باتريوت"، معتبرة أن مشاركة تلك التكنولوجيا مع تركيا الحليفة في "الناتو"، قد يشكل تهديدا أمنيا.كما دفع الإدارة الأميركية إلى فرض عقوبات على عدد من الشركات التركية.وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة الماضي، أن الولايات المتحدة قدمت لأنقرة "بديلاً" عن منظومات الصواريخ الروسية، من دون أن توضح ما تقصده بذلك.