فوز الدكتور عبيد الوسمي الساحق لم يكن عادياً، فقد أربك المعسكر الآخر من مجلس الأمة الكويتي، كما أربك أيضا من هم خارجه، فلم يحصل أبداً أن انتُخب مرشح قبلي من قِبَل أفراد قبائل أخرى منافسة له، ولا من أصحاب مذاهب أخرى، ولا حتى من أناس عاديين لا ينتمون إلى أي طائفة أو قبيلة أو حزب.وسبب هذا الفوز الاستثنائي في اعتقادي ليس حباً في الوسمي وأطروحاته الخاصة به، وليعذرني في ذلك، ولكن كرهاً بما يحصل للكويت من أزمات سياسية أثّرت مباشرة على التنمية وعلى الوضع العام فيها وحتى على استقرارها وسمعتها، وبما تفعله الحكومة والمعسكر الآخر من مجلس الأمة من تخبط وضياع بوصلة، والانغماس في مهاترات ومعارك مع من يسمون المعارضة، من دون أن يقدموا للمواطنين أي خطة إصلاحية جادة سواء كانت من ناحية محاربة الفساد والقضاء عليه، أو من وقف للهدر المالي لاسترضاء واستدرار أصوات هم في حاجة لها، ولغياب خطة تنموية تنتشل الكويت من ارتهانها الذي طال للإنتاج النفطي، فهي لم تكن موفقة حتى في تكوين لجان شبابية فنية تكون عونا لها في عصر التكنولوجيا والإبداع، فالحكومة رهنت نفسها لمجاميع وقوى تريد مصلحتها قبل مصلحة الكويت، ورهنت حتى تعييناتها لهم، ولم تحاول حتى إقناع المواطن العادي بأنها مستقلة عن القوى المهيمنة داخل المجلس وخارجه.
نعود الى أخي عبيد الوسمي، وأرجو أن يأخذ ما سأقوله بروح رياضية، فبعض من وقف مع سيدنا علي، كرم الله وجهه، لم يكن لمحبة به، ولكن كرها في معاوية، فنتمنى عليك أن تعي هذا القول، فليس كل من انتخبوك، وأجزم أنهم الأغلبية، كانوا من المؤمنين بأطروحاتك ولا بأطروحات وأسلوب الأخ الداهوم، ولكن بسبب ما يحصل من حكومة ومن مجلس أمة هو الذي جعلهم ينضمون الى جانبك.فنرجو منك أن تركن أجنداتك الخاصة بك حتى حين، وأن تشارك، أو لتكن رأس حربة، في حملة لمحاربة الفساد، وإرجاع أموال وأراضي الكويت المنهوبة. حفظ الله الكويت وأهلها، وأسرة حكمها مما يحاك ضدها من الداخل والخارج.
مقالات
في الصميم: ليس حباً في علي ولكن كرهاً لمعاوية
03-06-2021