كثيرة هي المقالات التي تناولت هذا العنوان في السابق (قوم مكاري) وهو المثل الدارج لدينا في الكويت مختصرا أصل الجملة (قوم ما أكاري) بمعنى قوم (لا يكارون) أو أولئك الذين لا يساندون أو يفزعون ويعينون الآخرين في الشدائد، ولا ينصرونهم في وقت المحن ما دام الأمر لا يمسهم بشكل مباشر. والسؤال ها هنا الذي أطرحه هو: هل نحن فعلا هكذا في الكويت من الناحية المجتمعية؟! هل نواجه تلك النوعية من الناس بشكل متواصل (وبكثرة) لدرجة أننا تطبعنا بطباعهم؟! ما السبب الذي جعل لدينا نسبة منهم؟ وهل زُرع فينا هذا النموذج الدخيل على النفس البشرية التي تكون بطبعها خَيرة وتنتصر للحق؟!
بطبيعة الحال نحن لسنا كذلك، والحياة اليومية تثبت ذلك مع الاحتكاك مع الناس وبشكل يومي، فهناك من الناس الذين نواجههم من (الزين والشين)، لكن شعور الخذلان هو الذي يدفع (الكويتيين وغيرهم) ليرفضوا أن (يكاروا) ويستمتعوا فقط بطعم (الكاري) الحار على الغداء. فحين تستسلم الشعوب وتخذل مرة واثنتين وثلاثا فليس بوسعها إلا أن تتوجه إلى اللا مبالاة كشعور طبيعي ينتاب الإنسان، ومن ثم ترك الحبل على الغارب، وأقرب هذه النماذج التي نراها اليوم هو رفض بعض الكويتيين أن ينتصروا حتى لأنفسهم أمام خذلان كبير من ممارسات الحكومة؛ كالزج ببنود ضرائب غير تصاعدية وإشكالات وممارسات في جلسات مجلس الأمة، وموقف العديد من نواب الأمة في وجه رأي الشارع، أما المساومات أو على الأقل الشائعات عنها فيما يخص قضية العفو عن أصحاب الرأي فنجد قوم مكاري يأكلون الكاري وينامون ثلاث ساعات بعد الظهر!! نحن لسنا قوم (مكاري) بل جعل نسبة كبيرة منا على هذا الشكل والمنوال ولسبب أو لآخر أصبحنا نعتقد أننا هكذا، ولا تصدقوا أننا كذلك فلا استسلام مع الحياة و(كاروا) وأزعجوا من لكم معهم حق أو لكم عليهم سلطان. على الهامش: أستغرب تدشين مركز "جسر جابر" للتطعيم رغم توافر مستوصفات وصالات صالحة للغرض نفسه ومجهزة بوحدات للتكييف كذلك، فهل ستوفر وزارة الصحة خدمة نقل الأشخاص بعد وضع شرط المرافق لتلقي اللقاح على الجسر؟!
مقالات
قوم مكاري وغداء الكاري
03-06-2021