غداة تصديه لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بسبب تصريح استفزازي للولايات المتحدة الأميركية عن ضرب إيران، وقبل سفره إلى واشنطن للقاء مسؤولين أميركيين، أصبح وزير الدفاع بيني غانتس، الذي يتزعم حزب «أزرق-أبيض» أول حزب يوقع على اتفاق تشكيل ائتلاف حكومي واسع وغير متجانس لإطاحة نتنياهو الذي يحكم البلاد منذ 12 عاماً.

وفي أول إشارة إلى تغير الرياح السياسية، انتخب الزعيم «العمالي» السابق إسحق هرتسوغ «60 عاماً» الرئيس الحادي عشر لإسرائيل خلفاً لرؤوفين ريفلين «الليكودي»، الذي يتولى هذا المنصب الفخري منذ 2014.

Ad

وقال هرتسوغ، هو نجل الرئيس السابق حاييم هرتسوغ الذي شغل المنصب من 1983 حتى 1993، «سأكون رئيساً للجميع، وسأبني جسوراً بين مختلف مكونات مجتمعنا».

وبعد توقيع غانتس اتفاق تشكيل «جبهة التغيير» وإعلان «القائمة العريية المشتركة» بزعامة عباس منصور دعم الجبهة أصبح الطريق مفتوحاً أمام الجبهة بعد أن أعلن قبل أيام الزعيم اليميني مساعد نتنياهو السابق نفتالي بينيت تأييده للاتفاق بعد حصوله على منصب رئيس الوزراء لمدة عامين بالتناوب مع لابيد.

وأجرى قادة أحزاب اليمين والوسط واليسار محادثات ماراثونية، أمس، لوضع اللمسات الأخيرة على ائتلافهم خصوصاً تقاسم الحقائب الوزارية والمناصب الإدارية والاتفاق على السياسات السيادية والخط العام للحكومة للحؤول دون انفجارها من الداخل بسبب عدم التجانس السياسي والآيديولوجي.

وبعد تسليمه التواقيع للرئيس، سيكون أمام لابيد سبعة أيام لتوزيع الحقائب والحصول على ثقة الكنيست.

وفي حال أبصرت الحكومة النور، فستكون أكثر حكومة تنوعاً بتاريخ اسرائيل، إذ ستضم لابيد الوسطي و»يمينا» اليميني يزعامة بينيت، و»الأمل الجديد» اليميني بزعامة جدعون ساعر الليكودي المنشق، وأفيغدور ليبرمان العلماني القومي المدعوم من الناطقين بالروسية، كذلك «القائمة العربية المشتركة» برئاسة منصور عباس، زعيم الحركة الإسلامية، التي يدعم نوابها الأربعة «معسكر التغيير» من خارج الائتلاف.

إلى ذلك، حسمت «القائمة العربية الموحدة» التي تشغل 5 مقاعد في الكنيست موقفها بعدم دعم حكومة «لابيد ـ بينيت». وقالت «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» برئاسة أيمن عودة و«التجمع الديمقراطي» الذي يمثله سامي أبوشحادة المنضويان في «الجبهة» ولديهما 4 نواب، إنهما سيصوتان ضد منح الثقة للحكومة الجديدة، بينما أعلن حزب «العربية للتغيير» برئاسة أحمد الطيبي الذي يشغل المقعد الخامس أنه سيمتنع عن التصويت.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن رئيس الكنيست ياريف ليفين، الذي ينتمي إلى حزب ليكود قد يميل إلى الإبطاء في تنظيم تصويت لمنح الثقة في البرلمان على أمل حصول انشقاقات في المعسكر المناهض لنتنياهو.

من جهة أخرى، توجه وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن للتفاوض مع إدارة الرئيس جو بايدن على تجديد منظومة «القبة الحديدية» للدفاع الصاروخي.

ووفق صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» فإن غانتس سيقدم خلال محادثاته مع نظيره الأميركي لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان طلباً قيمته مليار دولار لتجديد وشحن «القبة الحديدية»، التي تضررت من المواجهات مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة.

وفي مؤتمر صحافي في القدس، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أمس أن «غانتس سيطلب من البنتاغون تمويلاً طارئاً بقيمة مليار دولار لتجديد مخزون إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية لنظام القبة الحديدية وأعتقد أن إدارة الرئيس جو بايدن ستوافق على الطلب وتنقله إلى الكونغرس لإقراره، «، معتبراً أن «أداء هذا النظام جيداً جداً وأنقذ حياة الآلاف من الإسرائيليين وعشرات الآلاف من أرواح الفلسطينيين».