بالعربي المشرمح: لا ساسة لدينا!
المتابع للوضع السياسي في بلدي يتحسر ألماً، بل ينتابه الحزن على ما نراه من عبث لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون عملاً سياسياً متزناً ورزيناً، فما يصدر من أحداث للحكومة ومجلس الأمة يجعل حتى السياسي المبتدئ يخجل منه، ولا يمكن أن يصدر من ساسة أوكلت إليهم إدارة شؤون البلاد والعباد، وأقل ما يمكن أن نسميه أنه عبث لا يمكن له أن يرقى للعمل السياسي.لا شك أن الفساد والعبث بالدستور هما سبب العبث الذي نراه اليوم ونعيشه، ولكن ثَم ما يجعل في الأمر حيرة عندما يصمت حكماء البلد وساستها الحقيقيون عما يحدث، وعندما يغض الطرف من رجالات الدولة عن هذا العبث، وكأنه لا يعنيهم، أو أن ما يرونه لا قيمة له رغم أن نتائجه مدمرة وكارثية على البلاد والعباد.ما تقوم به الحكومة ومجلس الأمة لا يمكن أن يدخل في منظومة السياسة ولا العمل السياسي، ولا حتى في إدارة دولة ورعاية مصالح العباد، فاليوم تمر البلاد بأصعب وأخطر مرحلة سياسية منذ بدء العمل بالدستور والمسار الديمقراطي، والمتأمل للمشهد السياسي متيقن تماماً أننا في حالة توتر واحتقان وفجور بعيدة كل البعد عن الحكمة والعقل الفصيح، وفي مخاض عسير نتيجة عبث عدة سنوات مضت تمكن بها الفساد، وتأخرت أحوال البلاد والعباد، الأمر الذي يجب من الجميع تحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية نحو وطنهم وشعبهم دون النظر للخسائر الوقتية أو الشخصية، خصوصاً في ظل هذه الظروف الاستثنائية وحالة العبث غير المسبوق والوباء الذي أشغل العالم.
يعني بالعربي المشرمح:على الجميع تحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن أمام الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نشأت بسبب العبث السياسي المستمر من ساسة لا يدركون ما يمر بنا من أزمات خطيرة، في ظل وباء فتّاك وأزمات خانقة، وكل ما يسعون إليه هو تصفيات سياسية وأحقاد شخصية وأجندات خاصة، لا تبلغ حلم المواطن ولا استقرار الوطن.