أثمرت الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها الكويت ودول شقيقة وصديقة في وقف الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني بعد أيام من القتل والدمار الذي ارتكبه الكيان الصهيوني المحتل ضد المدنيين في قطاع غزة، ورغم الترحيب بالهدنة الجديدة التي تم الاتفاق عليها بين فصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال فإن هناك تخوفاً من تكرار سيناريو الحرب في أي وقت، كما حدث في المرات السابقة، خصوصاً مع استمرار إسرائيل في حصار قطاع غزة والإصرار على تهجير الفلسطينيين من منازلهم ونزع ممتلكاتهم ومواصلة انتهاكاتها وتدنيسها للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية.وفي الحقيقة إن القاصي والداني يدرك أن الهدنة التي تم بموجبها وقف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين مجرد مسكن للأزمة، سيأخذ وقته وعندما ينتهي مفعوله سيعود الوضع للانفجار مرة أخرى، لذا تتعالى الأصوات المطالبة بأن يكون هناك موقف عربي مشترك وتحرك جاد ومنسق بمساعدة الشركاء الدوليين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء هذا الاحتلال الغاشم ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، كما أن هناك مطالبات للقيادة الفلسطينية بأن تستغل هذا الزخم والتعاطف العالمي مع شعبها في الوصول إلى حل للقضية طال انتظاره على مدار ستة عقود ماضية. وكعادتها كانت الكويت حاضرة بقوة خلال الأزمة الأخيرة، وأكدت أن القضية الفلسطينية قضيتها المركزية، حيث أسهمت تحركاتها واتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة في وقف الحرب وحقن دماء الأبرياء في قطاع غزة، كذلك تحرك مجلس الأمة الكويتي بخصوص تغليظ العقوبات على من يقوم بالتطبيع مع "الكيان الصهيوني" نصرة للقدس والشعب الفلسطيني، كما شاهدنا حراكاً شعبياً كبيراً ووقفات للتضامن مع الفلسطينيين، وتم إطلاق عدة حملات لجمع التبرعات لضحايا العدوان الإسرائيلي. لقد كانت فلسطين وستظل على الدوام في قلب كل غيور على الأمة الإسلامية وقضاياها وملامسة همومها ومداواة جراحها والانتصار لعدالة قضيتها وشرعية نضالها في سبيل استرداد حقوقها المسلوبة وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كجزء لا يتجزأ من فلسطين التاريخية التي يحرم الشرع التنازل عن متر واحد منها بوصفها وقفاً إسلامياً من البحر إلى النهر، وسيأتي اليوم، إن عاجلاً أو آجلاً، الذي ستتحرر فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويتم طرد العدو المغتصب والانتقام منه على كل نقطة دم أسالها.
مقالات - اضافات
أولاً وأخيراً: ما بعد الهدنة
04-06-2021