أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مباحثات دفاعية مع ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان شدد خلالها على التزام واشنطن بمساعدة الرياض في الدفاع عن أراضيها وشعبها.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، جون كيربي، أمس، بأن أوستن، ناقش مع ولي العهد السعودي، عدداً من ملفات الأمن الإقليمي و«الجهود الثنائية المستمرة لتعزيز ولتفعيل دفاعات المملكة وقدراتها العسكرية».

Ad

كما بحث أوستن، مع بن سلمان «الجهود الرامية لإنهاء الحرب في اليمن».

وشكر وزير الدفاع الأميركي، بن سلمان، على ما وصفه بـ«العمل عن قرب وبشكل بناء مع المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندر كينغ»، لإنهاء الحرب في اليمن، مشيداً بـ«النجاحات الأخيرة للسعودية في إحباط هجمات الميليشيات الحوثيين» التي تنطلق من اليمن.

وشدد أوستن، على أن واشنطن تعتبر المملكة، «ركيزة مهمة في بنية الأمن الإقليمي وأن واشنطن ستبقى ملتزمة في الحفاظ على حقها في الدفاع عن النفس».

تدريبات جدة

وتزامن الاتصال مع إجراء قوات مشتركة أميركية سعودية تدريبات عسكرية مختلطة في قاعدة الملك فيصل البحرية في مدينة جدة المطلة على ساحل البحر الأحمر.

ونشرت وكالة الأنباء السعودية، صوراً من التدريبات، مساء أمس الأول، قائلة في بيان: «اُختتمت في قاعدة الملك فيصل البحرية، مناورات التمرين العسكري المختلط، تبادل الخبراء في الرماية، بين مشاة القوات البحرية الملكية السعودية ومشاة البحرية الأميركية».

وأضافت: «يأتي التمرين في إطار تعزيز التعاون العسكري المشترك وتبادل الخبرات بين البحريتين، وتطوير قدراتهما في مجال عمليات الأمن البحري في المنطقة».

وكانت القيادة المركزية بالجيش الأميركي نشرت قبل أيام صوراً من تدريبات عسكرية جوية أميركية سعودية في قاعدة الأمير سلطان الجوية.

تنسيق وحراك

ويأتي التنسيق السعودي الأميركي بعد أيام من لقاء المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم لينركينغ، في زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض، أواخر مايو الماضي، نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، وناقش معه «مستجدات الأوضاع في اليمن، والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل وتحقيق الأمن والاستقرار، وموقف المملكة الثابت في دعم الشعب اليمني».

وفي مارس الماضي، قال ليندركينغ، إنه «رأى التزاماً قوياً لدى المملكة ورسالة جادة من قيادتها للقيام بدورها في إنهاء الصراع في اليمن بطريقة بناءة».

وكان وزير الدفاع الأميركي أجرى اتصالاً هاتفياً مع ولي العهد السعودي، في فبراير الماضي، أكد خلاله إدانة الهجمات التي جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة في اليمن على السعودية، مؤكداً التزام بلاده بشراكتها مع المملكة لـ«مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار»، و«القضاء على التنظيمات المتطرفة في المنطقة».

كما يتزامن التنسيق مع تحركات دبلوماسية دولية حثيثة لدفع مسار التفاوض السلمي بين الأطراف اليمنية لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 6 سنوات، ووقف زحف الميليشيات الحوثية على مدينة مأرب الاستراتيجية آخر معاقل حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في شمال البلاد.

كارثة صافر

في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي أمس اجتماعا لمناقشة قضية الناقلة النفطية المتهالكة صافر الراسية قبالة ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين، بطلب من بريطانيا، بعد تزايد المخاوف من حدوث تسرب نفطي من السفينة.

وقبيل الجلسة حذّرت منظمة «غرينبيس» من احتمال وقوع انفجار في ناقلة النفط، في أي لحظة، داعية الأمم المتحدة إلى تحرك عاجل لمنع «كارثة».

وبحسب بيان للمنظمة المدافعة عن البيئة، فإن الانفجار المحتمل قد يتسبّب بوقوع أحد أكبر 10 حوادث مماثلة في التاريخ.

وفي وقت سابق أعلن الحوثيون المسيطرون على صنعاء أن مساعي السماح لبعثة أممية لتفقد السفينة وصلت إلى طريق مسدود» بعد أشهر من المفاوضات.

و«صافر» التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام قيمتها حوالي 40 مليون دولار، وهي مهجورة منذ 2015 ولم تخضع لأي صيانة مذّاك ما أدّى إلى تآكل هيكلها وسط خلاف بين الحوثيين وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن استغلال حمولتها والتصرف بها.

صِدام جديد

من جانب آخر، رصدت تقارير نشرت أمس عودة التوتر بين القوات الموالية لحكومة هادي من جهة والقوات الموالية لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» بعد نحو 5 أشهر من بدء تطبيق البند العسكري المنصوص عليه في «اتفاق الرياض» بهدف توحيد القوات الأمنية والعسكرية، ما ينذر بجولة أخرى من المواجهات الدامية بين مكونات السلطة اليمنية المعترف بها دولياً.

وتمثل التوتر في حشود عسكرية متبادلة بمحافظة أبين جنوبي البلاد، منذ عدة أيام، وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية في العاصمة المؤقتة عدن الخاضعة لسيطرة المجلس الجنوبي الانفصالي.

وأدانت نقابة الصحافيين اليمنيين، استيلاء مجموعات تابعة للمجلس الانتقالي على مقر وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» بمدينة التواهي بالعاصمة المؤقتة أمس الأول.

ودعت النقابة، السلطات في عدن إلى إيقاف هذه الممارسات وكل أنواع «التعسف والانتهاك وتوفير الحماية لمقر الوكالة وموظفيها ومحاسبة المقتحمين» للمقر الحكومي.

وتأتي جولة التوتر الجديدة رغم التوافق والهدوء الذي ساد بعد تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب نهاية العام الماضي، بناءً على «اتفاق الرياض».