إثيوبيا تعلن صد هجوم لـ «الهرم الأسود» على سد النهضة
انتقادات مصرية لتصريحات أديس أبابا عن نيتها بناء قاعدة في البحر الأحمر
مع استمرار التوتر بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من الجهة الأخرى بسبب مضي الأخيرة في خططها للملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق من دون اتفاق مع دولتي المصب، أعلنت أديس أبابا تصديها لمحاولات هجوم سيبراني متعلق بعملية الملء الثاني للسد.وقالت وكالة شبكة أمن المعلومات الإثيوبية، وهي وكالة حكومية، إنها رصدت محاولات هجوم إلكتروني على نحو 37 ألف جهاز كمبيوتر على علاقة بالملء الثاني.وأضافت الوكالة، في بيان مقتضب، أن مجموعة قرصنة تطلق على نفسها «مجموعة الحصان السيبراني» هي المسؤولة عن الهجوم، الذي أطلق خلاله فيروس كمبيوتر جديد يعرف بـ«حرب الهرم الأسود»، ولم يشر البيان إلى أي تفاصيل أخرى. وفي 25 مايو المنصرم، أعلن السودان أن إثيوبيا بدأت بالفعل الملء الثاني لبحيرة السد، بعد نحو عام من ملء أول. إلى ذلك، هوّنت أديس أبابا من حدة التنديدات التي طالت رئيس الوزراء آبي أحمد بعد حديثه عن إمكانية بناء 100 سد، وفي مؤتمر صحافي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إنه ليس هناك ما يدعو إلى الاستغراب بشأن تصريحات أحمد، مشيرا إلى أن القوانين الدولية تتعلق بالأنهار العابرة، في حين أن إثيوبيا لديها أنهار داخلية وليست عابرة.
وكانت وزارة الخارجية المصرية عقبت في بيان على تصريح أحمد، معتبرة أنه «يكشف مجددا عن سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار كأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومسخرة لخدمة مصالحها». في سياق متصل، أثار إعلان وزارة الخارجية الإثيوبية نيتها إنشاء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، ردود أفعال مصرية رافضة. وقال مستشار كلية القادة والأركان في مصر اللواء محمد الشهاوي، لـ«روسيا اليوم»، «هذا الكلام يصب في إطار الحرب النفسية»، مبينا أن «إثيوبيا لا تستطيع أن تقيم أي قواعد في البحر الأحمر، خصوصا أنها دولة حبيسة وليس لها أي سواحل على هذا البحر أو غيره».أما عضو مجلس الشيوخ الإعلامي أسامة الهواري فرأى أن «حكومة آبي أحمد تعلم أن لديها مشاكل داخلية وتحاول افتعال الأزمات بالتصريحات تارة بالحديث عن إنشاء 100 سد، وتارة بإنشاء قواعد عسكرية».واعتبر عضو لجنة الدفاع والأمن القومي لمجلس النواب المصري اللواء عصام العمدة أن «كل هذا هو محاولات لاستفزاز مصر، ولكن الكبير دائما يتحمل المسؤولية ومصر كبيرة افريقيا».وكان وزير الخارجية المصري السابق الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى علق على زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لجيبوتي، واصفا إياها بأنها على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية، «إذ إن الدولة تستطيع الوصول إلى أبعد مدى لصد أي ضرر محتمل على الشعب».